الإثنين, 12 مايو 2025 09:54 PM

من قلب الريف السوري: قصة نجاح نساء أم الطيور في تصنيع المنتجات الغذائية

من قلب الريف السوري: قصة نجاح نساء أم الطيور في تصنيع المنتجات الغذائية

حماة-سانا: في قلب ريف حماة، تتألق وحدات التصنيع الغذائي الريفي كنموذج ملهم للتنمية والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية. هذه الوحدات، المدعومة من وزارة الزراعة، أصبحت مراكز تنموية حيوية تساهم في خلق فرص عمل مستدامة وتحسين مستوى معيشة المجتمعات المحلية.

تعتبر وحدة التصنيع في قرية أم الطيور بريف حماة الغربي مثالاً بارزاً على هذا النجاح. فهي اليوم توظف 16 امرأة من القرية، بعد أن أتممن دورات تدريبية في المحاسبة واستخدام المعدات المتطورة في الوحدة.

المهندسة بيداء يوسف، مشرفة الوحدة، صرحت لمراسل سانا قائلة: "تنتج الوحدة تشكيلة واسعة من المنتجات، تشمل الألبان والأجبان بأنواعها المختلفة، الحلويات والمعجنات الشهية، المخللات المنوعة، والمنتجات المجمدة مثل الفول والبازلاء."

تتميز الوحدة ببنية تحتية متكاملة، تضم صالة واسعة لتصنيع وتعبئة المنتجات، ومستودعاً مخصصاً للتخزين. كما تم تجهيزها بأحدث المعدات التي تعمل بالطاقة الشمسية النظيفة، بالإضافة إلى مجفف للخضار، عصارة للبندورة، فرازات للألبان، مكابس للمكدوس والجبن، ثلاجات تخزين حديثة، وأفران تعمل بالكهرباء والغاز.

وأضافت المشرفة: "تعتمد الوحدة على نظام توريد محلي مستدام للمواد الخام، حيث يتم جلبها من مربي الأبقار والأغنام في القرية، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية التي يتم توريدها من مزارعي القرية. أما بالنسبة للتسويق، فقد تجاوزت مبيعاتنا الحدود المحلية للمنطقة، وبدأنا بشحن منتجاتنا إلى مختلف المحافظات، وهناك خطط طموحة لإنشاء مركز تسويق مركزي في مصياف."

من جهتها، أشارت المهندسة غالية سالم، مديرة الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية في زراعة حماة، إلى الأهمية الاقتصادية لهذه المشروعات، مؤكدة أنها "مدرة للدخل، خاصة للأسر غير العاملة في الدولة. ويتم التركيز على الاستهداف الدقيق للمناطق الريفية الأكثر احتياجاً، حيث توجد لدينا وحدات تصنيع تعمل موسمياً في تل الدرة، أم العمد، مصياف، السعن، حلفايا، وأم الطيور."

تتضمن خطة مديرية الزراعة تفعيل وحدات جديدة في سريحين، قصر المخرم، معردس، غور العاصي، والشيحة، وكل منها تستوعب ما بين 20-30 عاملة في نظام تناوب للمتدربات على مدار سنتين، بهدف اكتساب الخبرة اللازمة وتشجيعهن على إنشاء مشاريع خاصة بهن.

تجدر الإشارة إلى أن وحدات التصنيع الريفي قد حققت تأثيراً مجتمعياً كبيراً في مناطق حماة ومصياف وسلمية والصبورة ومحردة، حيث توفر فرص عمل للعائلات وتعزز التماسك الاجتماعي من خلال العمل المشترك.

مشاركة المقال: