الأربعاء, 7 مايو 2025 06:18 PM

مبادرة "الإنسان قبل البنيان": ملاك بيرقدار تدعم 200 عائلة في ريف دمشق وتؤكد على أهمية بناء الإنسان

دمشق-سانا عادت الشاعرة والطبيبة الدكتورة ملاك بيرقدار إلى داريا بعد سنوات من التهجير، لتطلق مبادرة "الإنسان قبل البنيان" بالتعاون مع نساء وجمعيات خيرية، بعد نجاح مشاريع إنسانية وتعليمية في تركيا والإمارات.

في حوار مع سانا الشبابية، أكدت بيرقدار أن "إعمار الجدران لا يكفي دون إعمار النفوس"، مشيرة إلى أن المبادرة انطلقت من معاناة النازحين واللاجئين خلال الحرب، حيث قدمت لهم الدعم التعليمي والنفسي في الخارج، ثم حولت جهودها إلى الداخل السوري لتمكين عائلات الشهداء والأيتام.

تهدف المبادرة إلى تأهيل جيل قادر على الإعمار من خلال دورات في اللغات، العلوم الشرعية، المناهج الأكاديمية، بالإضافة إلى تدريبات مهنية في الخياطة، البرمجة، وصناعة الحلويات. يتم دمج المتدربين في سوق العمل عبر مشاغل صغيرة ومشاريع مدرة للدخل، مع توفير أجور للكوادر التعليمية.

افتتحت المبادرة مراكز في الغوطة الشرقية والغربية وقطنا بدعم من متطوعين ومختصين يقدمون استشارات طبية ونفسية مجانية. استفادت 200 عائلة من المبادرة الممولة نسائياً بالكامل، مما يدل على قدرة السوريات على قيادة عملية إعادة الإعمار.

ترى بيرقدار أن "القصيدة علاج للروح كما الدواء للجسد"، وتعتبر أن ديوانيها "طقوس العاشقين" و"أنت إنسان" يجسدان قوة الإنسان السوري في مواجهة التحديات، وأن "الشعر جسر لنقل الأمل وزرع الجمال في النفوس المنهكة".

دعت بيرقدار المثقفين إلى تبني مشاريع تعاونية تذوب فيها الأنا الفردية لصالح الوطن، مشيدة بتجارب دول أعادت البناء عبر شراكة مجتمعية-حكومية، وأكدت أن سوريا تمتلك كفاءات عابرة للحدود تحتاج إلى بيئة جاذبة لتسهيل عودتهم وإسهامهم.

وجهت بيرقدار رسالة إلى السوريين قائلة: "الإعمار مسؤولية كل سوري، ولن ننتظر من يحمل عنا الأعباء، بل سنكون نحن المبادرين بعلمنا، ومالنا، ووقتنا"، ودعت إلى تجاوز الخلافات والتركيز على بناء الإنسان.

ختمت بيرقدار حديثها بالقول: "إن الثورة علمتنا أن الكلمة الصادقة تُبعثر الظلام"، معتبرة أن الشعر سيبقى صوت سوريا الجديدة، وأن الوطن يُبنى بالإنسان وللإنسان.

يذكر أن الدكتورة ملاك بيرقدار حاصلة على شهادة دكتوراه فخرية، ومدربة معتمدة، وصاحبة مبادرات تعليمية وصحية في الإمارات وأوروبا، وعضو في شركة للابتكار في مجال طب الأسنان، ومؤلفة لعدة كتب تربوية وشعرية، وتعمل على تطوير مناهج تعليمية للأطفال.

مشاركة المقال: