أعلنت مدينة فينيسيا الإيطالية عن رفع رسوم دخول الزوار إلى المدينة لتصل إلى عشرة يورو (ما يعادل 11.37 دولار)، أي ضعف الرسوم التي تم فرضها في العام الماضي، وذلك في إطار جهودها للحد من تدفق السياح إلى المدينة. وبداية من الجمعة 18 أبريل الجاري، سيتم تطبيق الرسوم الجديدة على مدار كل الأيام، مع استثناء أيام عطلات نهاية الأسبوع بين شهري أبريل ومايو 2025، لتشمل الجمعة والأحد حتى نهاية شهر يوليو 2025.
وجاءت زيادة الرسوم في وقت تعاني فيه إيطاليا من السياحة الجماعية التي تشهد مستويات غير مسبوقة، مما يؤدي إلى ازدحام المدن، خاصةً في الأماكن السياحية الشهيرة، ونقص في السكن بأسعار معقولة، إلى جانب التكدس في المواقع التي كانت تتمتع بخصوصية أكثر قبل سنوات.
وفي السياق نفسه، تُشير تقارير وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” إلى أن مدينة فينيسيا قد تفرض رسوم دخول في 54 يومًا خلال العام 2024، وهو ضعف عدد الأيام التي كانت محددة العام الماضي. وتطلب المدينة من الزوار الحصول على رمز الاستجابة السريعة “كيو آر كود” عبر الإنترنت قبل الوصول، والذي يجب تنزيله على الهاتف الذكي لضمان الدخول.
وتُعتبر فينيسيا أول مدينة في العالم تفرض رسوم دخول على الزوار الذين يأتون لفترات قصيرة، وهي خطوة تُشبه رسوم الدخول التي تُفرض على المتاحف. ويُهدد الزوار الذين لا يمتلكون تذكرة دخول بغرامة تصل إلى 300 يورو.
على الرغم من أن النظام قد شهد بعض التعديلات، إلا أن هناك زيادات كبيرة في الرسوم، بحيث يمكن للمسافرين الذين يحجزون تذاكرهم مبكرًا دفع خمسة يورو، بينما سيضطر الزوار الذين يقررون السفر في اللحظات الأخيرة إلى دفع عشرة يورو.
لكن الضغط على المدينة لا يقتصر فقط على السكان المحليين. فالسياح أيضًا يعانون من الازدحام المستمر. وللحفاظ على أصالة المدينة ومواقعها السياحية، بدأت العديد من المقاصد الإيطالية الأخرى في تنفيذ قيود على دخول الزوار، بما في ذلك فرض رسوم دخول أو تطبيق حظر.
من بين الأماكن الأخرى التي تشهد ازدحامًا سياحيًا في إيطاليا، تأتي مدينة بومبي القديمة، التي يزور نحو أربعة ملايين شخص أطلالها سنويًا. لتخفيف الضغط، تم تحديد حد أقصى لعدد الزوار اليوميين الذي لا يتجاوز 20 ألف شخص، بالإضافة إلى تخصيص تذاكر معينة. وتُعتبر هذه الإجراءات جزءًا من الجهود الرامية للحفاظ على المواقع التاريخية وحمايتها للأجيال القادمة.
في العاصمة روما، يعكف المسؤولون على دراسة آليات لتقليص الفوضى الناجمة عن الحشود، خاصةً في مواقع شهيرة مثل نافورة تريفي. وتُبحث حالياً خيارات عدة تشمل تقييد عدد الزوار أو فرض رسوم دخول رمزية بقيمة 2 يورو للحد من الازدحام.
تُعتبر هذه التدابير جزءًا من سياسة أوسع في إيطاليا والعديد من الدول الأوروبية التي تسعى للحد من تأثير السياحة الجماعية على المدن التاريخية. فتلك الإجراءات تهدف إلى حماية الإرث الثقافي، والحفاظ على البيئة، وفي الوقت ذاته ضمان تجربة سياحية أكثر تنظيمًا وأقل ازدحامًا.