الأحد, 4 مايو 2025 07:51 PM

غموض يكتنف المفاوضات النووية: هل تعرقل العقوبات والتهديدات الأمريكية مسار الحوار مع إيران؟

غموض يكتنف المفاوضات النووية: هل تعرقل العقوبات والتهديدات الأمريكية مسار الحوار مع إيران؟

بالتزامن مع الإعلان عن العقوبات الجديدة، توجه وزير الدفاع الأميركي برسالة تهديد لإيران قائلاً: "إننا نشاهد دعمكم القاتل للحوثيين… إنكم ستدفعون ثمن هذا الدعم في الزمان والمكان اللذين نختارهما نحن".

أعلنت إيران وأميركا بعد ثلاث جولات من المحادثات بوساطة عمانية في مسقط وروما، أن الجولة الرابعة من المحادثات التي كانت مقررة في روما قد أُرجئت. ورغم أن وزير الخارجية الإيراني اعتبر أن الأسباب اللوجستية والفنية تقف وراء الإرجاء، إلا أن سبب إرجاء المفاوضات يبدو أكثر تعقيداً.

التعقيدات وأهمية المحادثات بين إيران وأميركا كبيرتان، وتقدمها نحو النتيجة المنشودة يواجه عقبات عديدة. من بين التطورات التي ساهمت في إرجاء الجولة الرابعة، الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي التجاري، والذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة. وعلى الرغم من عدم تأكيد الأخبار الرسمية لحصول عمل تخريبي، إلا أن قرائن كثيرة تشير إلى ضلوع إسرائيل في الانفجار.

ترى السلطات الإيرانية أن أي إجراء من جانب إسرائيل ضد إيران يتم بضوء أخضر من أميركا، وثمة انطباع في إيران بأنه إن كان لإسرائيل ضلع في تفجير ميناء الشهيد رجائي، فإن ذلك لم يكن ليحصل من دون علم أميركا، وهذا يظهر أن أميركا تستخدم أداة الضغط على إيران بالتزامن مع المحادثات. وقد أشار إلى ذلك الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني.

على الجانب الأميركي، تصاعدت التصريحات التهديدية ضد إيران، وحتى أن الرئيس الأميركي الذي كان قد اعتبر قبل أيام أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً، ينفذ سياسة الجزرة والعصا حيال إيران. فهو يعرب تارة عن حرصه على التوصل إلى اتفاق، لكنه قال في آخر تصريح له إن أي بلد يشتري النفط من إيران، لن يُسمح له بالتجارة مع أميركا، أي بدلا من إعطاء الضوء الأخضر لرفع العقوبات يعود ويؤكد على تكثيف العقوبات.

أثارت هذه المواقف والإجراءات الأخرى احتجاج إيران وقلقها. وفي آخر إجراء، بادرت وزارة الخزانة الأميركية إلى وضع عقوبات على كيانات مرتبطة بتجارة مشتقات النفط والبتروكيماويات مع إيران.

وقد قوبلت التصريحات التهديدية برد فعل من موقع "نور نيوز" التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي قال: "أظهرت التجربة أن واشنطن كلما تصاب بالضعف أو العجز في الحصول على تنازلات في المحادثات، تعود إلى لغة التهديد والضغط".

وبعد يوم واحد، أظهر نبأ إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي أن ثمة تغيرات مهمة داخل فريق صنع القرار للسياسة الخارجية الأميركية على الأبواب، وربما لن يكون ذلك في مصلحة المحادثات مع إيران.

ورغم كل هذه التطورات، ما زالت كفة الأمل بالتوصل إلى اتفاق بين إيران وأميركا أكثر ترجيحاً، ويبدو أنه إن تم رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلن تنجح القضايا التي يثيرها معارضو الاتفاق، إلا إذا أرادت أميركا تغيير جهة المحادثات نحو فرض مطالب أحادية بدلاً من الاتفاق، وحينها لن ترضخ طهران إطلاقاً لهكذا اتفاق.

مشاركة المقال: