تشهد فروع إدارة الهجرة والجوازات في مراكز المدن الكبرى داخل سوريا ازدحامًا شديدًا وإقبالًا كبيرًا من الراغبين في الحصول على جواز سفر جديد. يقل هذا الازدحام في الفروع البعيدة عن المدن الرئيسية، والتي أصبحت وجهة للبعض الباحثين عن استصدار سريع للوثيقة رغم تكلفتها العالية.
تشير أرقام الأمم المتحدة إلى عودة نحو 400 ألف سوري من دول الجوار منذ بداية الأزمة، بالإضافة إلى عودة أكثر من مليون نازح داخلي. ومع ذلك، يصعب تحديد أعداد المغادرين أو الراغبين في الخروج، بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة أو إقامة، ولجوء الكثيرين إلى طرق التهريب عبر المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية السورية.
علي، شاب من الساحل السوري، اختار طريق التهريب بعد الأحداث التي شهدتها منطقته. يوضح أن القيود المفروضة وصعوبة التنقل عبر الحواجز الأمنية دفعته إلى ذلك، خاصة بعد تكرار حوادث الاعتقال والقتل على خلفية طائفية.
بلغ عدد السوريين الداخلين إلى محافظتي عكار والشمال اللبنانيتين نحو 29 ألفًا، معظمهم من الطائفة العلوية، هربًا من الأحداث في ريف طرطوس واللاذقية.
شارك علي مع ثلاثة شبان آخرين في رحلة تهريب عبر إحدى القرى الحدودية بتكلفة 10 دولارات للشخص الواحد، بفضل صلة القرابة مع المهرب. يوضح أن تكلفة تهريب الشخص الواحد قد تصل إلى أكثر من 100 دولار حسب جودة الرحلة وسهولتها.
وصل الشباب الأربعة إلى الحدود في سيارة خاصة، ثم استكملوا الرحلة عبر آلية زراعية لقطع نهر البارد مقابل 14 دولارًا، قبل أن يضطروا إلى السير على الأقدام بمساعدة عمال مقابل حمل أمتعتهم، وصولًا إلى شقة سكنية مؤقتة.
في ظل صعوبة الانتظار لاستخراج جواز سفر، يلجأ البعض إلى دفع مبالغ إضافية لضمان سفر آمن عبر المنافذ الحدودية الرسمية. ريم (اسم مستعار) استعانت بوسيط لاستخراج جواز سفر مقابل 325 دولارًا لتجنب الازدحام الشديد.
فراس، شاب آخر، توجه إلى مركز الهجرة في النبك بعد فشله في الحصول على دور في دمشق، وتمكن بمساعدة وسيط من التسجيل رغم الإجراءات الأمنية المشددة. يشير إلى أن أحد العناصر طلب رشوة مقابل تسريع معاملة الجواز.
كانت وزارة الهجرة والجوازات قد حددت رسوم إصدار جواز السفر العادي بـ 312,700 ليرة سورية (31 دولارًا)، والمستعجل بـ 432,700 ليرة (34 دولارًا)، والفوري بـ 2,010,700 ليرة (201 دولار). يثير ارتفاع تكلفة الجواز الفوري المتاح للمواطنين تساؤلات.
أثارت مشاهد الازدحام أمام فروع الهجرة والجوازات تفاعلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تساؤلات حول أسباب هذا الإقبال رغم صعوبة السفر.
المحامية كوليت تسعى لاستصدار جوازات سفر لجميع أفراد عائلتها للتقديم على طلب هجرة إلى كندا، مؤكدة أنها لن تفوت أي فرصة للخروج من البلاد بسبب انعدام الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى العراقيل التي تواجهها في عملها.
إنسرت: بلغ عدد السوريين الداخلين إلى محافظتي عكار والشمال، نحو 29 ألفاً، معظمهم من الطائفة العلوية