الأربعاء, 30 أبريل 2025 05:20 PM

ردًا على المشككين: دفاع عن قامات وطنية سورية - الشيخ صالح العلي والشيخ سليمان الأحمد

ردًا على المشككين: دفاع عن قامات وطنية سورية - الشيخ صالح العلي والشيخ سليمان الأحمد

عبد الكريم الناعم: باختصار وتكثيف، استاءني تجرؤ البعض على شخصيتين بارزتين من جبال الساحل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدافع الانفعال أكثر من التفكير الرصين ومعايير العدالة. الشخصية الأولى هي المجاهد الكبير الشيخ صالح العلي، الذي أطلق الشرارة الأولى لمقاومة الاحتلال الفرنسي للساحل. قاوم ببسالة وخبرة وحنكة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء، وألحق بهم خسائر فادحة، ولم يتوقف إلا بعد سقوط الداخل السوري وتعذر تأمين الذخيرة.

هذه القامة العالية اتهمها أحدهم بـ "بيع" دولة العلويين التي أنشأتها فرنسا. كلمة "باع" ثقيلة وصلبة، فلمن باعها؟ كان التوجه الوطني آنذاك يدعو إلى وحدة سورية، وكانت بوادر مواجهة الاستعمار في العالم العربي مبشرة. حتى أن الوحدة بين سوريا ومصر قامت بعد ربع قرن تقريبًا، فلمن "باع"؟ عيب أن يُقال هذا عن شخصيات تاريخية. الشيخ لم يكن طالب دنيا، فقد رفض كل المناصب وعاش متأملاً ومتعبداً على طريقة والده الشيخ علي سلمان (المريقب).

ثمّة من قال إنه "أكذوبة" اختلقها عبد اللطيف اليونس! ما هذا الوجدان الذي يحمل كل هذا الجهل والغل؟ اليونس رحمه الله كتب تاريخ تلك الثورة، ولولاه لربما طمستها الأحداث، فله منا جزيل الامتنان. وآخر زعم أنه لم يكن يفهم بالسياسة، وعليه أن يعود إلى حواره مع الجنرالات الفرنسيين ليدرك عمق معرفته بالسياسة التي لا تفرط بحقوق الوطن من أجل مكاسب زائلة. من يطلع على مطالبه من الفرنسيين لإيقاف القتال، ومطالب الأمير عبد الكريم الخطابي من الفرنسيين في المغرب بعد ثلاث سنوات، يرى حجم الاتفاق بينهما. أهذا يقال عنه لا يفهم بالسياسة؟ اتقوا الله فيما تقولون في رموزكم الوطنية.

الشخصية الثانية هي الشيخ سليمان الأحمد، والذي لمح أحدهم إلى مشاركته في تقرير سلبي بشأن لواء إسكندرون بدوافع لم يسمها. أقول: الشيخ سليمان لم يقترب من السياسة قط، بل هو شخصية علمية فقهية روحية نادرة. ألا تكفي عضويته في مجمع اللغة العربية؟ كان باحثًا دقيقًا وعميقًا في المسائل التي عالجها، وهذا لا يمنع أن نكون مع أو ضد أفكاره. اللذان عملا في الحقل السياسي من أبنائه هما بدوي الجبل محمد سليمان الأحمد وأخوه أحمد سليمان الأحمد، فلا تُدخلوا في الحقل السياسي من لم يلق فيه أية بذرة. نحن جميعًا الآن في محنة، فلنعمل على ما يوحد لا على ما يفرق.

مشاركة المقال: