تقرير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا: تحذيرات من الترحيل الجماعي والمآسي المعيشية للاجئين
يستعرض تقرير صادر عن "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" الأوضاع القانونية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا والمقيمون في لبنان. التقرير يسلط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجههم وسط تصعيد الوضع الأمني والعسكري في المنطقة، مع التركيز على مخاطر الترحيل الجماعي التي تهدد هذه الفئة نتيجة لحرمانهم من تجديد الإقامات أو إصدار أوراق ثبوتية من قبل السلطات اللبنانية. هذا الوضع قد يؤدي إلى عزلهم في المناطق الحدودية أو ترحيلهم إلى سوريا، الأمر الذي يحمل مخاطر كبيرة على حياتهم.
ويشير التقرير إلى أن الفلسطينيين السوريين يواجهون أوضاعًا مأساوية تتجلى في النزوح المتكرر، الملاحقات الأمنية، والفقر المدقع. ومن المتوقع أن يظل العديد منهم في لبنان بسبب تدهور أوضاعهم الاقتصادية، بينما قد تضطر بعض العائلات، رغم المخاطر، للعودة إلى سوريا. ووفقًا لبيانات وكالة "أونروا"، يعيش نحو 29 ألف لاجئ فلسطيني سوري في لبنان، يعاني 87% منهم من الفقر، مع ظروف معيشية قاسية تشمل البطالة وغياب الدعم الإغاثي الكافي.
التقرير دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتأمين الحماية الإنسانية والقانونية لهؤلاء اللاجئين، مشددًا على ضرورة إنشاء مراكز إيواء وإتاحة الفرصة لمن يرغب بالعودة إلى سوريا تحت ضمانات قانونية. كما طالب بتوسيع صلاحيات وكالة "الأونروا" لتوفير الحماية القانونية والجسدية اللازمة لهذه الفئة المهمشة.
هذا الواقع يعكس حالة قانونية ملتبسة تعاني منها هذه الفئة، حيث يتم التعامل معهم في لبنان كـ"أجانب" دون الاعتراف بوضعهم كلاجئين، وفق المعايير الدولية. وتبقى هذه الأوضاع دليلاً على التحديات المستمرة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون السوريون في ظل غياب الحلول السياسية والدعم الدولي الكافي.
