الأربعاء, 30 أبريل 2025 05:04 PM

تفكك أكبر فصيل مسلح في الجنوب السوري: حل اللواء الثامن وتسليم مقدراته لوزارة الدفاع

تفكك أكبر فصيل مسلح في الجنوب السوري: حل اللواء الثامن وتسليم مقدراته لوزارة الدفاع

غرفة الأخبار – نورث برس

في تطور لافت، تم حل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، التابع للفيلق الخامس والمدعوم روسياً حتى ديسمبر الماضي، ليصبح الحدث العسكري الأبرز في الجنوب السوري منذ سقوط الأسد. يعتبر اللواء الثامن، امتداداً لفصيل "قوات شباب السنة" الذي تأسس عام 2012، وانضم إلى الفيلق الخامس المدعوم من موسكو بعد اتفاق التسوية عام 2018 برعاية روسيا.

أصدر اللواء الثامن بياناً يوم السبت يعلن فيه حل الفصيل وتسليم مقدراته العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع السورية. وظهر العقيد محمد الحوراني، القيادي في اللواء، في شريط مصور يعلن حل اللواء بشكل رسمي وكامل، مؤكداً وضع كافة المقدرات العسكرية والبشرية تحت تصرف وزارة الدفاع.

لطالما سعى اللواء الثامن، كغيره من الفصائل العسكرية في الجنوب، إلى فرض شروطه للاندماج في الجيش السوري الجديد. وقد حدد بشار علي الحاج علي، السياسي والدبلوماسي السوري السابق، أبرز هذه الشروط برفض منطق التابع والمتبوع، وتذويب الفصائل ضمن هيكلية عسكرية وطنية، مع احتفاظ بعضها بامتيازات خاصة.

وجاء قرار الحل بعد دخول قوات الأمن العام والجيش إلى مدينة بصرى الشام، معقل اللواء الثامن، في أعقاب توترات أمنية شهدتها المدينة بعد مقتل القيادي بوزارة الدفاع بلال الدروبي. فارق الدروبي، القيادي السابق في المعارضة والمنتسب حديثاً لوزارة الدفاع، الحياة متأثراً بجروح أصيب بها أثناء اعتقاله على يد عناصر من مجموعة أحمد العودة في بصرى الشام. وتضاربت الأنباء حول سبب الاعتقال، بين اتهامه بالتجارة بالمخدرات وانشقاقه عن اللواء الثامن.

يرى عصمت العبسي، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري سابقاً، أن حل اللواء "خطوة تسارعت وتيرتها بسبب ما جرى في بصرى الشام، لكن القرار بدمجه في وزارة الدفاع كان حتمياً". وأضاف أن "تردد قيادة اللواء أدى إلى مقتل قيادي من بصرى الشام وإثارة احتقان شعبي ومطالبات بحفظ السلم الأهلي".

مصير أحمد العودة

أفادت مصادر خاصة بأن أحمد العودة، قائد اللواء المنحل، يقيم حالياً في منزله في بصرى الشام ولم يتعرض لأي مضايقات. وتشير تقارير إلى أن العودة يتمتع بعلاقات جيدة مع موسكو والأردن والإمارات العربية المتحدة.

يذكر أن قوات أحمد العودة وصلت إلى دمشق في معركة سقوط الأسد، لكنها انسحبت بعد وصول مقاتلي هيئة تحرير الشام "خشية حدوث فوضى أو تصادم مسلح". والتقى العودة مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في ديسمبر الماضي، في اجتماع ضم قادة فصائل مسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.

إعداد وتحرير: مالين محمد

مشاركة المقال: