وصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية إلى المملكة، وسط تسريبات عن طرح ملفات تتعلق بسوريا، تتركز حول رفع العقوبات.
وقالت “وكالة الأنباء السعودية” (واس)، اليوم الثلاثاء 13 من أيار، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع وفد سعودي، استقبلوا ترامب في مطار “الملك خالد الدولي”.
من جانبها تحدثت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، عن أن ترامب افتتح رحلته الخارجية الأولى بزيارة إلى السعودية، حيث سيجتمع مع بن سلمان، لإجراء محادثات حول الجهود الأمريكية لتفكيك البرنامج النووي الإيراني، وإنهاء الحرب في غزة، والحفاظ على أسعار النفط، وملفات أخرى.
ويحاول الناشط الأميركي المؤيد لترامب، جوناثان باس، الذي التقى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 30 من نيسان الماضي، إلى جانب ناشطين سوريين ودول خليجية عربية، ترتيب لقاء تاريخي بين ترامب والشرع على هامش زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وفق تقرير أعدته وكالة “رويترز“، في 11 من أيار.
من جانبها كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، عن أن دونالد ترامب قد يلتقي بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في السعودية هذا الأسبوع، رغم وجود انقسام داخل فريق مستشاريه حول جدوى هذا اللقاء.
ويحث الشرع الولايات المتحدة على رفع العقوبات من خلال تقديم تنازلات، مثل السماح للشركات الأمريكية باستغلال الموارد الطبيعية في صفقة معادن على غرار ما حدث في أوكرانيا.
وطرح الشرع إمكانية بناء برج ترامب في دمشق، كجزء من عرضه على الرئيس الأمريكي، وفق الصحيفة البريطانية، وهو ما ذكرته “رويترز” أيضًا.
وعود تمهيدية
خلال حديثه في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى السعودية، قال ترامب إنه يدرس رفع العقوبات الأمريكية، التي تعود إلى نظام الأسد وتمنع سوريا من التجارة والخدمات المصرفية، لمنح البلاد “بداية جديدة”.
وتشمل أول زيارة خارجية لترامب يومين في الرياض قبل زيارة قطر، والإمارات العربية المتحدة، مع إمكانية إضافية لزيارة تركيا يوم الخميس للانضمام إلى محادثات محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي.
وقال ترامب بشأن سوريا، “سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، والتي قد نرفعها قريبًا”، على الرغم من أنه لم يؤكد الاجتماع (مع الشرع).
وصرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض بأنه “سيقوم بعمل” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا، مضيفًا: “أردوغان طلب رفع العقوبات عن سوريا وسننظر في ذلك من أجل منحها بداية جديدة”.
وسبق أن ردّت سوريا على قائمة شروط تطالب بها الولايات المتحدة، لإعادة بناء العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة ورفع العقوبات، عبر رسالة استلمتها واشنطن.
وقالت “رويترز”، في 26 من نيسان الماضي، إنها اطلعت على وثيقة من أربع صفحات تضمنت الرد السوري على معظم الشروط التي تم تنفيذ معظمها، إلا أن هناك شروطًا أخرى تتطلب “تفاهمات متبادلة” مع واشنطن.
وسبق أن قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأمريكي، كارولين ليفيت، خلال إحاطة صحفية، في 9 من أيار الحالي، إن ترامب يتطلع للانطلاق في عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط لتعزيز رؤيته، حيث “يتم هزيمة التطرف لصالح التجارة والتبادلات الثقافية”.
وأضافت ليفيت أن الرئيس الأمريكي لن يتمكن من تجنب قائمة الأزمات الإقليمية الطويلة، بما في ذلك الحرب في غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والفوضى التي تشهدها سوريا بعد رحيل الأسد.
حملة “هادئة” لكسب دعم واشنطن
في 7 من أيار الحالي، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن الرئيس السوري بدأ حملة هادئة لكسب الدعم الأمريكي لإعادة بناء سوريا.
وقال مسؤولون بالحكومة السورية لم تسمّهم الصحيفة، إن الشرع يحاول أيضًا لقاء ترامب، لمشاركة رؤيته لإعادة الإعمار على غرار “خطة مارشال”، إذ ستفوز الشركات الأمريكية وغيرها من الشركات الغربية على المنافسة من الصين وقوى أخرى.
زار الرئيس السوري، الشرع، العواصم العربية الثلاثة التي ينوي ترامب زيارتها بداية الأسبوع المقبل، وتعتبر الدوحة والرياض الحليف الأقوى عربيًا له.
ومن المرجح أن يحثّ القادة القطريون والسعوديون ترامب على ضمّ سوريا إلى صفّهم، في إطار جهد أوسع نطاقًا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن أشخاص مطلعين على تحضيرات الزيارة، لم تسمّهم.