الخميس, 1 مايو 2025 07:48 PM

تحولات كردية وقراءات تركية: هل يفتح مؤتمر القامشلي الباب أمام احتواء أم صدام؟

تحولات كردية وقراءات تركية: هل يفتح مؤتمر القامشلي الباب أمام احتواء أم صدام؟

محمد نور الدين

شكّل انعقاد «المؤتمر الوطني الكردي» في القامشلي، السبت الماضي، محطّة مهمّة على طريق توحيد مواقف الأطراف الكردية المختلفة في سوريا، وذلك للمرّة الأولى في تاريخها. ولعلّ ما زاد من زخم تلك الخطوة، الدعم الكامل الذي تلقّاه المؤتمر من جانب حكومة إقليم كردستان العراق، ومن الزعيمَين البارزَين: مسعود بارزاني، وبافل طالباني.

ومع أن موقف الحكومة التركية من مقرّرات المؤتمر، لم يَظهر بعد بصورة واضحة – خلا تصريحات وزير الخارجية، حاقان فيدان، عن أن على «قسد» تسليم سلاحها، حتى لا تضطرّ تركيا إلى اللجوء إلى وسائل أخرى -، فإن قراءات تركية (موالية)، تباينت: بين مَن رأى في المؤتمر ومقرّراته فرصةً لتبنّي أنقرة سياسة جديدة تؤمّن لها مصالحها الكبرى في المرحلة المقبلة، وبين مَن اعتبره بدايةَ مرحلة جديدة من الصدام.

ولعلّ من أبرز تلك القراءات، ما كتبه الكاتب المعروف، محمد متينير، في صحيفة «يني شفق» الموالية، إذ لفت إلى أن مقرّرات المؤتمر لم تتضمّن أيّ مطلب عن الانفصال أو الانقسام العرقي، معتبراً أنه «إذا تم تفسير التركيز على اللامركزية، على أنه انفصال عرقي، فإن ذلك سيفتح الباب أمام مشكلة جديدة، لأن اللامركزية هي أيضاً جزء من النظام الإداري الديموقراطي».

ومن هنا، رأى أن «جوهر الإعلان هو دعوة قويّة إلى الوحدة»، منبهاً إلى أن «اعتبار المطالب الكردية تهديداً لتركيا، من شأنه أن يضرّ بسياسة هذه الأخيرة في التكامل مع الأكراد في المنطقة. وبعبارة أخرى، فإن من شأن ذلك أن يقوّض أيضاً مهمّة تركيا في إعادة تأسيس التحالف التركي – الكردي، والذي ينبع من اعتقاد مشترك ووحدة تاريخية. ومن الضروري أن يكون هناك دائماً عقل سياسي قادر على تعطيل خطط اللعبة التي تنتهجها بعض القوى، والتي تهدف إلى تحريض الأكراد في المنطقة ضدّ تركيا. إذا تحرّكت أنقرة وفقاً لرؤية إمبراطورية تدعم المطالب المشروعة والمحقّة للأكراد في المنطقة، وتحمي مكاسب الكرد كعنصر مؤسّس، وخاصة في سوريا، فإنها ستتحوّل إلى لاعب عالمي. وهذا هو في الواقع ما تهدف إليه عملية السلام في تركيا نفسها.

«جوهر الإعلان الكردي هو دعوة قويّة إلى الوحدة»

وهذه هي مهمّة «القرن التركي» الذي سنبنيه معاً بعد انتهاء عملية السلام». واستدرك بأنه في حال «أصرّ الأكراد السوريون على إدارة كردية عرقية بقوات مسلحة مماثلة لتلك الموجودة في العراق، فإنهم سيخسرون المكاسب الكبيرة التي سيحقّقونها في سوريا الجديدة، وتلك التي سيحصلون عليها في منطقتهم. إذا كانت اللامركزية التي يريدونها تعتمد على العرق، والأهمّ من ذلك، إذا أصرّوا على أسلوب حكم يضمّ جيشاً مسلّحاً، فإنهم هذه المرّة سيفتحون الباب أمام مشكلة أكثر خطورة. أتمنى أن لا يقع الأكراد السوريون في هذا الخطأ. وأتمنى ألّا تنظر الإدارة السورية إلى مثل هذه المطالب على أنها تهديد لوجودها، وألّا تلجأ إلى القمع».

ومن جهته، رأى الكاتب يحيى بستان، في الصحيفة نفسها، أن «الميدان السوري أتاح لحزب العمال الكردستاني فرصة تغيير هيكله، بما يتماشى مع روح العصر. كانت قوات سوريا الديموقراطية، وبدعم من الولايات المتحدة، تحلم بإنشاء ممرّ إرهابي في سوريا، ولكن عندما تمّت إطاحة نظام الأسد، اضطرت إلى تضييق هدفها. وبموجب اتفاق أحمد الشرع – مظلوم عبدي، والذي تم توقيعه في 10 آذار الماضي، تم قبول اندماج قسد في الجيش السوري. بمعنى آخر، أصبح هناك قبول لوحدة الأراضي السورية.

ومع ذلك، لا يزال غير واضح كيف سيحدث هذا التكامل». واعتبر بستان أن «اللحظة التي سيسقط فيها ذيل القط قد حانت»، مبيناً أن التطوّرات تعمل لمصلحة الحلّ بما ينسجم مع مصالح تركيا؛ «فالولايات المتحدة أبلغت إسرائيل وقسد، بأنها لن تلعب بعد الآن دوراً عسكرياً في سوريا. ونتنياهو تراجع عن تصعيده، بعدما قال له ترامب «كن منطقيّاً»، وهناك حوار مكثّف بين أنقرة وواشنطن حول سوريا. كما إن الولايات المتحدة تعمل على جذب سوريا إلى حلف المطبّعين مع إسرائيل. وليس هناك مجال للمناورة أمام الأكراد الذين اقترحوا على تل أبيب تحالفاً».

ومع ذلك، فإن «تنفيذ اتفاق الشرع – عبدي تأخّر، فيما تريد قسد قبل الذهاب إلى التنفيذ، حشدَ أوسع مظلّة كردية حولها، وهي رفعت سقف التفاوض باقتراح لا مركزية – فدرالية». وأضاف أن «هناك انطباعَين خطيرَين يزدادان قوّة: الأول أن قسد تريد فدرالية من دون استشارة الشعب السوري؛ والثاني أن عناوين المفاوضات حول سوريا تتشكّل بين واشنطن وأربيل وباريس، وهو ما قد يفتح على تطوّرات خطيرة لبداية مرحلة جديدة من الصدام».

وفي هذا الوقت، برز موقف لافت لـ«حزب العمال الكردستاني»، والذي قال إنه كان ينتظر موقفاً إيجابيّاً من الحكومة التركية يتعلّق بوضع زعيمه، عبد الله أوجالان، في السجن، والعيش بحرّية، وإدارة مؤتمر الحزب الذي سيتقرّر فيه حلّه وتسليم سلاحه.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار،

مشاركة المقال: