الثلاثاء, 13 مايو 2025 10:15 AM

انتعاش مرتقب لقطاع الدواجن في سوريا: هل تعود الفروج والبيض إلى المائدة بأسعار معقولة؟

انتعاش مرتقب لقطاع الدواجن في سوريا: هل تعود الفروج والبيض إلى المائدة بأسعار معقولة؟

عنب بلدي – زينب ضوا

واجه مربو الدواجن في سوريا على مدار 14 عامًا تحديات جمة أدت إلى إغلاق العديد من المداجن وعزوف المربين عن الاستمرار. إلا أن القطاع يأمل الآن في استعادة نشاطه بعد سنوات من الركود.

تكمن أهمية هذا القطاع في تلبية احتياجات السوق من البيض واللحوم، وتوفير فرص العمل في المداجن، بالإضافة إلى ارتباطه بأنشطة صناعية أخرى مثل إنتاج الأعلاف والأدوية البيطرية والتجهيزات.

يتوقع الخبراء تحسنًا في القطاع نتيجة لانخفاض تكاليف المواد الأولية، وتوفر المحروقات، وإلغاء العديد من قيود الاستيراد والتصدير، مما انعكس على انخفاض سعر كيلو الفروج، حيث وصل في أرض المدجنة إلى 16000 ليرة سورية، بينما سجل في السوق 25000 ليرة.

صعوبات واجهت المربين

أوضح خالد العيسى، صاحب مدجنة في منطقة الكسوة بريف دمشق، لعنب بلدي، أن المربين يعانون من ارتفاع تكاليف الإنتاج من الأعلاف والأدوية وغيرها، والتي كانت معظمها مستوردة من الخارج، وكان سعر الفروج مرتبطًا بسعر الصرف بشكل مباشر. كما برزت المعاناة في تأمين التدفئة بسبب شح مادة المازوت وارتفاع سعرها في السوق السوداء.

أشار حيدر علي، الذي يملك مدجنة في ريف حمص الغربي، إلى أن العديد من المربين توقفوا عن المهنة نتيجة ظروف الحرب وتداعياتها، مما أدى إلى خروج عدد كبير منهم من دورة الإنتاج. وقبل ذلك، عانى من تقلبات السوق وعدم وجود منهجية واضحة لأسعار العلف والصوص والدواء، مما أدى إلى عزوف المربين بسبب الخسائر المتزايدة.

تنقسم تربية الدواجن إلى عدة أقسام، منها اللاحم ومنها لإنتاج البيض. وقد عانت هذه المهنة من صعوبات كبيرة، أولها تعب المربي في تأمين المستلزمات الأساسية للتربية، من بناء بمساحة واسعة تدخله الشمس بشكل منتظم مع تأمين كهرباء وماء نظيف ومعالف ومشارب كبيرة وصغيرة، وكل ذلك يترتب عليه تكاليف مادية باهظة الثمن.

وأضاف أن المربي يضع نشارة الخشب للحفاظ على درجة حرارة مناسبة للصيصان، وهناك صعوبة في تأمين الدواء والمتابعة اليومية للطعام والشراب والأعلاف. بعض الأعلاف يمكن أن تسبب النفوق بسبب سوء تخزين المواد الأولية، ولذلك يبقى المربي متيقظًا لأي طارئ يعترض رزقه، حتى يصبح الدجاج جاهزًا للبيع. كما عانى المربون من سرقة وزن الدجاج خلال عمليات النقل إلى المسالخ، ومحاولة النصب والاحتيال من خلال كسر سعر الفروج عند العرض.

تفاؤل

أعرب علي العيسى، الذي يعمل في تربية الدواجن بمحافظة درعا، لعنب بلدي عن تفاؤله بمستقبل القطاع، مؤكدًا أن المربين بدؤوا يحققون أرباحًا مع انخفاض التكاليف وانتعاش التسويق.

بينما كان المربي محمد الأحمد يملك أربع مداجن في محافظة طرطوس وأغلقها بسبب الخسائر، عاد اليوم لافتتاح مدجنتين منها.

أوضح مدير المؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هشام، لعنب بلدي، أن مربي الفروج ومنتجي البيض كانوا يعانون خسائر بسبب وفرة المادة وانخفاض الاستهلاك للمواطن، إضافة إلى غلاء الأعلاف والأدوية وعدم جودتها وفرض الإتاوات من قبل الحواجز العسكرية على التجار ونقل المنتجات بين المحافظات.

وأضاف أن معظم الأضرار أتت بسبب القوانين والأنظمة التي كان يفرضها النظام السابق، من رفع القيمة الجمركية وفرق سعر الصرف لليرة السورية مقابل الدولار. كما كان عدد من التجار يحتكرون مادة العلف للتحكم بأسعارها في الأسواق، بالإضافة إلى صعوبة تأمين الدواء الفعال وارتفاع أسعار الدواء المستورد وغياب أطباء بيطريين مشرفين على عمل المداجن، مما أجبر أصحاب المداجن على إيقاف عملها.

وبحسب ما ذكره المدير الأسبق لمؤسسة الدواجن، سراج خضر، فإن قطاع الدواجن لا يزال يعاني من العشوائية ويحتاج إلى التنظيم والرقابة من قبل جهة حكومية، مثل اتحاد الغرف الزراعية ولجنة مربي الدواجن.

يرى سراج خضر أن قطاع الدواجن يمتلك استثمارات كبيرة وبنية تحتية ضخمة، ولكنه بحاجة لفتح باب التصدير لإدخال القطع الأجنبي، مؤكدًا أن عودة سوريا كدولة منتجة للدواجن ترتبط بالتسهيلات المقدمة للقطاع وتوفير بيئة إيجابية وسياسة داعمة، بالإضافة إلى ضرورة وجود منافسة بين التجار تصب في مصلحة المستهلك.

تسهيلات حكومية

أكد مدير المؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هشام، أن سوق الدجاج يعد جيدًا مقارنة بالعام الماضي، وأنه سيتم تنظيم السوق وفتح مجال للتصدير، وقد طُرح قسم جيد من المداجن (المملوكة للمؤسسة) للاستثمار، وسط دراسة لطرح ما تبقى، بينما ستحتفظ المؤسسة ببعض المنشآت لتطوير صناعة الفروج. وأشار إلى أنه يجري العمل على إيجاد أسواق خارجية وفرض رسوم على دخول الفروج المجمد.

مشاركة المقال: