الأربعاء, 30 أبريل 2025 04:32 PM

الصين في مواجهة ترامب: هل تستخدم ورقة تايوان للرد على الحرب التجارية؟

الصين في مواجهة ترامب: هل تستخدم ورقة تايوان للرد على الحرب التجارية؟

شادي طنوس - هزّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم بقراره فرض رسوماً جمركية على الدول في 2 نيسان/أبريل، واصفاً الحدث بـ"يوم التحرير". نفّذ ما وعد به مستعيداً "الحلم الأميركي"، فلم يسلم الشركاء قبل الخصوم من حربه التجارية التي أطلقها. تعيش الأسواق المالية العالمية تداعيات القرار وسط تخبّط من خطوات الملياردير الأميركي وما ستحمله الأيام المقبلة من "الجنون الترامبي"، وكان أولها تعليق الرسوم لـ90 يوماً.

على الجانب الآخر، كانت الصين، المنافس الأساسي للولايات المتحدة و"أكبر تهديد" لها وفق الاستخبارات الأميركية، الأكثر تضرراً من هذه الحرب الاقتصادية، إذ رفع ترامب الرسوم المفروضة على بكين إلى 145%. انجرّت الصين إلى حرب ترامب وأعلنت إجراءات مضادّة بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على كل الواردات من المنتجات الأميركية.

رد الفعل الصيني هو أول محطّات الردود، وما تحمله بكين في جعبتها تكنولوجياً وسياسياً وربّما عسكرياً، قد يشعل الحرب التي أرادها ترامب أكثر فأكثر، ولعلّ أهم مفاتيح اللعبة قد يكون ملف تايوان!

تايوان واستقلالها والدعم الأميركي لها هو الملف الأكثر حساسية بين البلدين. فكيف ستستثمره بكين أمام واشنطن في ظل هذه الحرب؟

تراقب الصين بـ"ارتياح" المسار الذي سلكه ترامب مع أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب بينهما، فتأخذ من سلوك الرئيس الأميركي عبرة لـ"تعاطي واشنطن مع الحلفاء".

في الأسابيع القليلة الماضية، أجرت الصين تدريبات عسكرية حول مضيق تايوان شملت "محاكاة لضربات على موانئ رئيسية ومنشآت للطاقة"، وفق ما أعلن الجيش الصيني.

أعلنت الصين على لسان المتحدّث باسم مكتب شؤون تايوان تشو فنغليان أن "استقلال تايوان يعني الحرب، والدفع باتجاهه يعني دفع سكّان تايوان إلى وضع خطير لنزاع مسلّح".

الاجتماع الصيني – الأميركي "العسكري" الأخير في شنغهاي "تركّز على الحد من حوادث الأعمال غير الآمنة وغير الاحترافية التي تقوم بها القوّات البحرية والجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني".

أبحرت سفينتان تابعتان للبحرية الأميركية عبر مضيق تايوان في أول مهمّة من نوعها منذ تولّي ترامب منصبه، ما أثار غضب بكين، التي اعتبرت أن هذه المهمّة "تزيد من المخاطر الأمنية".

تضع الصين ملف تايوان ككتاب مفتوح أمام حربٍ لم تخترها فتجعلها الورقة الأبرز من بين أوراقها. بكين ستستفيد من "pass" الرئيس الأميركي لتُشعل النار تحت الملف التايواني، فهو الذي طالب تايبيه قبل تولّيه الرئاسة بـ"دفع تكاليف حمايتها من الصين والدفاع عنها".

عندما سأل أحد الصحافيين ترامب عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح للصين بالسيطرة على تايوان بالقوّة، قال: "لن أعلّق على ذلك أبداً. لا أريد أن أضع نفسي في هذا الموقف أبداً".

معتمداً على سياسة "الغموض الاستراتيجي"، أجاب ترامب عن هذا السؤال أيضاً لمجلة "تايم" قائلاً: "لقد طُرح عليّ هذا السؤال مرّات عدّة، ودائماً ما أرفض الإجابة عنه لأنّني لا أريد الكشف عن أوراقي".

نائبه جي. دي. فانس، اعتبر أن على "الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للاستعداد للصراع العسكري مع الصين على الصراعات الجارية الأخرى".

وزير الدفاع بيت هيغسث شدّد على أنّه "إذا قرّرت الولايات المتحدة سحب دعمها من أوكرانيا، فسيكون ذلك للتركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ وترك الدفاع الأوروبي للأوروبيين في المقام الأول".

مذكّرة سرّية للبنتاغون أشارت إلى إعطاء الأولوية لردع استيلاء الصين على تايوان.

وزارة الخارجية الأميركية حذفت عبارة "لا نؤيّد استقلال تايوان" من ورقة الحقائق التي تتناول علاقات أميركا مع الجزيرة، ما رأته الصين "تراجعاً خطيراً" في الموقف الأميركي و"انتهاكاً لسياسة الصين الواحدة".

وزير الخارجية ماركو روبيو أكّد أن "الولايات المتحدة ملتزمة بمنع وقوع هجوم صيني على تايوان".

بين الرئيس وإدارته، اختلاف ظاهر. فهل يقصد ترامب "رجل الصفقات" المناورة بورقة تايوان أمام الموقف الصيني الصارم؟

مشاركة المقال: