ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، خطابًا موجهًا إلى الشعب السوري، عبّر فيه عن سعادته بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفًا هذه الخطوة بأنها تحول تاريخي يعكس انتصار إرادة السوريين وتكاتفهم في الداخل والخارج.
وقال الرئيس الشرع إن سوريا "عاشت سنوات مأساوية تحت حكم النظام الساقط"، مشيرًا إلى أن السياسات السابقة تسببت في تدمير البلاد وقتل شعبها وعزلها عن محيطها العربي والدولي. وأكد أن التحولات التي شهدتها سوريا مؤخرًا، خاصة بفضل الثورة السورية، أسست لدولة جديدة تسعى للسلام والتنمية.
دعم عربي وإقليمي
أشاد الرئيس السوري بالدعم الإقليمي والدولي الذي مهّد الطريق لرفع العقوبات، موضحًا أن لقاءاته مع قادة بارزين مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أسهمت في تعزيز مسار سوريا نحو المستقبل. كما توجه بالشكر إلى دول الإمارات وقطر والبحرين والأردن ومصر، لدورها في دعم الشعب السوري ومساندته خلال سنوات المحنة.
مرحلة الإعمار والتنمية
أوضح الشرع أن رفع العقوبات لا يمثل مجرد قرار سياسي، بل هو "نتيجة لتضحيات السوريين وتضامنهم"، مؤكدًا أن سوريا دخلت اليوم مرحلة جديدة من البناء والنهضة الاقتصادية. وشدد على أن الحكومة السورية ملتزمة بإحداث تغييرات جذرية في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى بدء العمل على تطوير التشريعات الاقتصادية وتحفيز بيئة الاستثمار.
وأكد الرئيس السوري أن بلاده ترحب بجميع المستثمرين من الداخل والخارج، ومن الأشقاء العرب والأتراك والأصدقاء الدوليين، داعيًا إياهم إلى استثمار الفرص المتاحة في قطاعات حيوية مثل الطاقة، البنية التحتية، الصناعات التحويلية، والتكنولوجيا.
سوريا لجميع أبنائها
في رسالة وطنية جامعة، شدد الشرع على أن سوريا اليوم هي وطن لجميع السوريين بمختلف طوائفهم وأعراقهم، وأن التعايش هو إرث تاريخي للشعب السوري لا يمكن المساس به، مؤكدًا أن أي محاولة لتقسيم سوريا أو إعادة إحياء خطاب النظام السابق ستُرفض تمامًا. وأشار إلى أن الشعب السوري تعلّم من أزماته أن قوته في وحدته، وأن طريق النهضة لا يُبنى إلا بالتكاتف والعمل الجاد.
وفي ختام خطابه، عبّر الرئيس أحمد الشرع عن وفاء سوريا لدماء شهدائها وجرحاها، مؤكدًا أن حقوق من فقدوا أحباءهم ستظل حاضرة في كل خطوة نحو مستقبل مشرق. وقال: "سوريا ستبقى أرض السلام والعمل المشترك، وفية لكل يد امتدت لها بالخير، ومشرقة بمشاركة أبنائها وتعاونهم الصادق في سبيل بناء وطن قوي وموحد."
زمان الوصل