الخميس, 15 مايو 2025 04:09 AM

الرئيس الشرع يعلن: سوريا تدخل عهدًا جديدًا بعد رفع العقوبات وتدعو للاستثمار

الرئيس الشرع يعلن: سوريا تدخل عهدًا جديدًا بعد رفع العقوبات وتدعو للاستثمار

في خطاب شامل، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم عن دخول سوريا عهدًا جديدًا من النهوض والانفتاح، مؤكدًا أن قرار رفع العقوبات الدولية يمثل "بداية العمل الجاد" نحو إعادة بناء سوريا الحديثة على أسس الوحدة والعدالة والانفتاح الإقليمي والدولي.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن سوريا "مرت بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام السابق"، مستعرضًا تحديات القتل والتهجير والانهيار المؤسسي التي جعلت البلاد منبوذة ومنفصلة عن محيطها.

وأضاف: "باتت سوريا الحضارة غريبة عن تاريخها، لكنها اليوم تعود بثقة وثبات إلى مكانتها بين الشعوب والدول".

الإصلاح الداخلي والانفتاح السياسي

أكد الرئيس أن حكومته عملت خلال الأشهر الستة الماضية على وضع أولويات لعلاج الواقع المرير، وشملت الجهود الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن، ودمج السلاح، وتشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية.

كما تم الإعلان الدستوري، وعُقد المؤتمر الوطني، وأُلغيت القوانين الجائرة، وحُررت السوق، وقُيِّم الواقع المؤسساتي، وعُولجت أوجه الخلل. وأوضح أن سوريا الجديدة تسير وفق مبادئ العدالة الانتقالية، والتعددية السياسية، ورفض كل أشكال التدخلات الخارجية.

مؤكدًا: "سوريا لن تكون بعد اليوم ساحة لتقاسم النفوذ، ولن نسمح بتقسيمها. سوريا لكل السوريين بكل طوائفهم وأعراقهم".

الدبلوماسية السورية ونجاح الانفتاح الدولي

أشار الشرع إلى أن الدبلوماسية السورية أجرت جولات مكوكية لتعريف العالم بسوريا الجديدة، وأن وحدة وتضحيات الشعب السوري، داخل البلاد وخارجها، كان لها دور كبير في التأثير على الرأي العام الدولي.

وقال: "تفاعل الجاليات السورية في الخارج ومساهمتهم البناءة في المطالب برفع العقوبات كان له أثر كبير. إن تلاحم الشعب ووحدته بين الداخل والخارج هو رأس مال قوي لسوريا".

رفع العقوبات: لحظة تاريخية وشراكة إقليمية

تحدث الرئيس عن لقائه بعدد من القادة العرب والدوليين، قائلًا: "زرت الرياض، والتقيت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي وعدني ببذل كل جهد لرفع العقوبات عن سوريا، وقد صدق بما وعد. كما صدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الأمير تميم بوفائه، وصدق الشيخ محمد بن زايد بلهفته".

وأشاد بموقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، قائلًا: "لقد استجاب لكل هذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات. قرار تاريخي شجاع أزال معاناة الشعب السوري".

كما أبدت دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، استعدادها لرفع العقوبات، وكذلك بريطانيا. وأضاف الرئيس: "اليوم لا نحتفل فقط برفع العقوبات، بل بعودة المحبة والمشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة".

سوريا تفتح أبوابها للاستثمار وتدعو المغتربين للمساهمة

أكد الرئيس أن سوريا الجديدة تفتح أبوابها للمستثمرين من الداخل والخارج، وتلتزم بتيسير بيئة الاستثمار في مختلف القطاعات. وقال: "ندعو جميع المستثمرين للاستفادة من الفرص المتاحة، ولن تكون سوريا بعد اليوم مكانًا للإقصاء أو الفوضى، بل دولة قانون وعدالة".

ختام الخطاب: بداية العمل وليس نهايته

في ختام كلمته، قال الشرع: "إن الطريق لا يزال طويلًا، لكننا بدأنا المسير نحو التقدم، ولتبقَ سوريا دولة العمل والعلم والانتماء، بسواعد أبنائها ووحدة شعبها ودعم أشقائها. سوريا اليوم تبدأ نهضتها، وسنبنيها معًا نحو الازدهار والتطور".

مشاركة المقال: