يتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بحماس مع إعادة إحياء مشاهد درامية من مسلسلات سورية شهيرة، وذلك بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. يتم التلاعب بهذه المشاهد بصريًا وصوتيًا لإضفاء لمسة جديدة أو تقديم سرد مختلف.
حققت فيديوهات قصيرة (ريلز) على تطبيق "إنستغرام" آلاف المشاهدات والتعليقات الإيجابية، مع مطالبات بالمزيد من هذه الإبداعات. سرعان ما تحول هذا الاتجاه إلى ظاهرة تقنية تثير الإعجاب والجدل في آن واحد.
يصف خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، عامر بشار، هذه التقنيات بأنها ثورة حقيقية في عالم الإنتاج الفني والبصري، تفتح آفاقًا واسعة لإعادة تصور المشاهد الكلاسيكية أو إنتاج أعمال بأساليب فنية مبتكرة دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة.
ومع ذلك، يضيف بشار، تفرض هذه التقنيات تحديات أخلاقية وقانونية تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، واحتمالات التلاعب بالمحتوى دون إذن أو علم أصحاب الحقوق. على الرغم من ذلك، بدأت بعض شركات الإنتاج الكبيرة في تبني هذه التقنيات لرفع مستوى الإنتاج مع تقليل التكاليف.
ما هي هذه التقنيات؟
يشرح الخبير عامر بشار أن إعادة إحياء المشاهد الدرامية يعتمد على مجموعة متكاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، أبرزها:
- التعلّم العميق (Deep Learning): وخاصة الشبكات العصبية التوليدية (GANs)، التي تُستخدم لإنشاء صور وفيديوهات جديدة تحاكي المشاهد الأصلية بشكل كبير.
- تحسين جودة الفيديو (Video Upscaling): باستخدام أدوات مثل "Topaz Video AI" و"ESRGAN"، لتحويل الفيديوهات القديمة إلى جودة 4K أو أعلى، بالاعتماد على نماذج مُدرَّبة.
- تحريك الوجوه (Deepfake & Face Reenactment): أدوات مثل "Deep Face Lab" أو "D-ID" تسمح بتحريك وجه الممثل، ليؤدي تعابير جديدة أو يتحدث بنص مختلف تمامًا.
- تحويل النص إلى صورة أو فيديو (Text-to-Image/Video): منصات مثل "Runway ML" و"Pika" و"Synthesis" تتيح إنشاء مشاهد من الصفر بناءً على وصف نصي.
- تحريك الشخصيات من الصور الثابتة: مثل تطبيق "EbSynth" لتحويل مشهد واحد إلى مقطع متحرك، أو تطبيقات مثل "AnimateDiff" لتحريك الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي.
كيف تتم صناعة المشهد؟
وفقًا للخبير التقني، تمر العملية بعدة مراحل:
- استخراج اللقطات أو الصور من المشهد الأصلي.
- تحديد العناصر التي يجب تغييرها أو تحسينها (الممثل، الخلفية).
- استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لإنشاء المشهد الجديد أو إعادة رسمه بأسلوب معين.
- دمج العناصر المختلفة (صوت، تعابير وجه، حركة جسد) باستخدام برامج تحرير متقدمة.
- معالجة نهائية لجعل المشهد يبدو طبيعيًا ومترابطًا.
ماذا عن انتهاك حقوق الملكية؟
أوضح عامر بشار أن إعادة إنتاج مشاهد من مسلسلات درامية موجودة، حتى مع تغيير شكلها، يندرج قانونيًا ضمن "إعادة الاستخدام" أو "الاقتباس". ومع ذلك، هناك عوامل تحدد ما إذا كان ذلك مقبولًا:
- إذا استُخدمت لأغراض تعليمية أو تحليلية أو نقدية: غالبًا ما تُعتبر ضمن "الاستخدام العادل" (Fair Use).
- أما إذا جرى استغلالها تجاريًا أو دون إذن رسمي: فقد يُعتبر ذلك انتهاكًا لحقوق النشر أو العلامة التجارية، خاصةً من قِبل شركات الإنتاج المالكة للعمل الأصلي.