في تطور خطير يعكس حجم التهديدات التي ما زالت تواجه المدنيين في شمال سوريا، عثرت فرق الهندسة العاملة في مدينة تل رفعت بريف حلب على شبكة معقّدة من الألغام والمتفجرات.
وأفاد مراسلنا محمد أبو وحيد أن شبكة الألغام كانت مدفونة على عمق نحو 60 سم تحت طبقة الإسفلت في الطريق الواصل بين مدينتي تل رفعت وحلب، وهو الطريق البري الوحيد الذي يربط بين المنطقتين. وجاء هذا الاكتشاف خلال أعمال فتح الطريق باستخدام آليات ثقيلة، ضمن حملة تطوعية تهدف إلى تأمين الطرق وإزالة الأخطار التي تهدد سلامة الأهالي في المنطقة.
وفي تصريح خاص، قال عمار السعدي، أحد العاملين في فرق الهندسة: "ما تم العثور عليه هو شبكة معقّدة من الألغام مخفية بعناية على عمق حوالي 60 سم تحت الزفت، وتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الناس، نواصل العمل ليلًا ونهارًا لإزالة هذا الخطر وتأمين الطريق بشكل كامل".
وأكدت الفرق الهندسية أن الطريق لا يزال غير آمن، مشددة على ضرورة عدم استخدامه حتى انتهاء عمليات التطهير بالكامل، ودعت السكان إلى الالتزام التام بالتعليمات حرصًا على أرواحهم وسلامتهم.
وبحسب ما أفاد به فريق العمل، فإن إزالة هذا النوع من الألغام يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين بسبب طريقة زرعها المعقّدة، ما يزيد من صعوبة المهمة في ظل ضعف الإمكانات المتوفرة.
من جانبهم، عبّر الأهالي والناشطون المحليون عن امتنانهم للجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الهندسة، مثمّنين العمل التطوعي الذي يجري وسط ظروف أمنية وميدانية صعبة. وأكد الأهالي أن هذه المبادرات تُعد نموذجًا في التضحية والمسؤولية المجتمعية، وتُظهر روح التعاون لحماية المدنيين وإعادة الأمل إلى المناطق المتضررة.
