الأربعاء, 30 أبريل 2025 05:41 PM

اكتشاف "المسلات": جزيئات غامضة في جسم الإنسان تثير تساؤلات العلماء حول دورها وأصل الحياة

اكتشاف "المسلات": جزيئات غامضة في جسم الإنسان تثير تساؤلات العلماء حول دورها وأصل الحياة

"المسلات".. جزيئات صغيرة تشبه الفيروسات، لكنها أبسط، اكتُشفت حديثًا في جسم الإنسان، لتثير فضول العلماء وتساؤلاتهم حول وظائفها المحتملة وتأثيرها على صحتنا.

يقول كريم مجذوب، عالم الفيروسات في معهد علم الوراثة الجزيئي بفرنسا، إن دور هذه الجزيئات في صحة الإنسان لم يتضح بعد.

تتكون هذه الجزيئات من خيوط صغيرة من الحمض النووي الريبوزي (RNA) مغلقة على نفسها، ولم تُكتشف إلا قبل أشهر قليلة.

اكتشف باحثون من جامعة ستانفورد الأميركية هذه المسلات من خلال تحليل معمق للحمض النووي الريبوزي في مئات العينات البشرية.

أوضحت دراستهم، التي نُشرت في مجلة "Cell" نهاية عام 2024، أن هذه المسلات استعمرت الميكروبيوم البشري والكوكبي دون أن يلاحظها أحد.

أثار هذا الاكتشاف ضجة واسعة بسبب انتشار المسلات وطبيعتها الفريدة مقارنة بالهياكل التي رصدها علماء الفيروسات والأحياء الدقيقة سابقًا.

تُشبه المسلات، في بنيتها، عنق النبتة، وتذكر بالفيروسات التي تتكون من تسلسل حمض نووي ريبوزي يتطفل على خلايا الإنسان ويجعلها تنتج نسخًا جديدة منه.

تتميز المسلات بأنها أبسط من الفيروسات، إذ أن تسلسل الحمض النووي الريبوزي الخاص بها أقصر، وتتجول بحرية دون أن تكون محصورة في كبسولة بروتينية.

تُذكّر المسلات أيضًا بجزيئات الفيرويدات، التي اكتُشفت منذ عقود في النباتات، وهي عبارة عن خيوط من الحمض النووي الريبي من دون غلاف.

تتميز المسلات عن الفيرويدات بأنها أكثر تعقيدًا، إذ تبدو قادرة على التحكم في إنتاج البروتينات، على عكس الفيرويدات التي لا تجيد استنساخ نفسها.

لا تزال وظائف المسلات مجهولة، وهو أحد الأسئلة الكثيرة التي أثارها اكتشافها.

يرى بعض الباحثين أن لها دورًا، قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، في صحة الإنسان، بينما يحذر آخرون من الخروج باستنتاجات متسرعة.

يشير مجذوب إلى أن وجود المسلات قد يعود إلى أن التطور البشري مكّنها من البقاء، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن لها غرضًا محددًا.

يشرح أن بعض الهياكل المماثلة أثبتت تأثيراتها، مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع "د"، الذي يعتمد على فيروس التهاب الكبد الوبائي "ب" الأكثر تعقيدًا.

يثير اكتشاف المسلات تساؤلات حول أصل الحياة على كوكب الأرض، حيث يرى بعض الخبراء أنها تدعم فرضية "عالم الحمض النووي الريبوزي"، التي تفترض وجود أشكال بسيطة من الحياة قائمة على الحمض النووي الريبوزي قبل ظهور الحمض النووي.

يشكل الحمض النووي المادة الوراثية للإنسان، ويُترجم إلى بروتينات بواسطة خلايا الإنسان من خلال الحمض النووي الريبوزي.

يشير مجذوب إلى أن المسلات والفيرويدات قد تكون "بقايا ما يمكن تسميته حساء الحمض النووي الريبي الأصلي".

ومع ذلك، ينصح الباحثون بالتمهل في استخلاص النتائج، مشيرين إلى أن المسلات قد تكون ناتجة عن إنتاج عشوائي بواسطة الخلايا والبكتيريا، وليست بالضرورة بقايا من الماضي البعيد.

يقول إيفان زيلوديوف، المعدّ الرئيسي للدراسة: "في الوقت الراهن، ليست لدينا الأدوات التي تسمح لنا بتقدير مدى ارتباط المسلات ببعضها بعضا، وبالتالي كم عمرها. أفضل الامتناع عن التكهن".

مشاركة المقال: