اشتباكات بين شرطة الإنقاذ ونساء في إدلب خلال احتجاج أمام ديوان المظالم

شهدت مدينة إدلب، اليوم الخميس، احتكاكات بين الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في "حكومة الإنقاذ" وعدد من النساء المتظاهرات بالقرب من مبنى ديوان المظالم. وانتشرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي توثق المواجهات، حيث ظهر عناصر الشرطة مصطفين لمنع النساء من التقدم نحو المبنى. وعلى إثر ذلك، حاولت النساء تجاوز العناصر بعد إشعالهن النيران في إطارات السيارات.
وأفادت مصادر محلية أن النساء المشاركات في المظاهرة كن زوجات لعناصر ينتمون إلى "حزب التحرير"، مطالبات بالإفراج عن أزواجهن المعتقلين لدى هيئة تحرير الشام و"حكومة الإنقاذ". يُذكر أن هؤلاء المعتقلين كانوا قد أُلقي القبض عليهم بسبب مشاركتهم في احتجاجات سابقة مناهضة لزعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني.
الاحتجاجات ضد هيئة تحرير الشام في إدلب ليست جديدة، إذ تكررت المظاهرات بين الحين والآخر خلال العامين الماضيين. ويُعبّر المحتجون عادة عن معارضتهم للسياسات الاقتصادية والسياسية للهيئة، مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية وإطلاق سراح المعتقلين.
في المقابل، تواصل الهيئة اعتقال نشطاء ومؤيدي "حزب التحرير" في محاولة لقمع هذه التحركات. ويعيد هذا التصعيد تسليط الضوء على التوتر السياسي المستمر بين الجانبين، لا سيما في ظل الاتهامات المتبادلة. بينما تدّعي هيئة تحرير الشام أن "حزب التحرير" يمارس أنشطة تخريبية، يتهم الأخير الهيئة بالتسبب في تدهور الأوضاع في إدلب والتنازلات الميدانية لصالح النظام السوري.
وتأتي هذه الأحداث في وقت رفعت فيه "حكومة الإنقاذ" شعار تعزيز العدالة بتأسيس "اللجنة العليا لديوان المظالم" منتصف العام الماضي، مدعية أنها تهدف إلى تحسين الشفافية والتعامل مع شكاوى المواطنين. ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذه الخطوات لم تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، بل زادت من حالة الاحتقان بين السلطات وسكان المنطقة.