الأربعاء, 30 أبريل 2025 04:14 PM

صحنايا تحت القصف: اشتباكات ورعب يخيم على المدنيين ومخاوف من مجازر

صحنايا تحت القصف: اشتباكات ورعب يخيم على المدنيين ومخاوف من مجازر

رغم أصوات الاشتباكات المرعبة المستمرة منذ الليلة الماضية، يعيش أهالي صحنايا وأشرفية صحنايا وضعاً أسوأ، حيث يسيطر عليهم خوف دائم من اقتحام الفصائل لمدينتهم وارتكاب مجازر مماثلة لما حدث في الساحل السوري في آذار الماضي.

صباح أمس الثلاثاء، شهدت صحنايا وأشرفية صحنايا هدوءاً نسبياً، مما منح المدنيين أملاً بانتهاء التوتر، وفقاً لما أفاد به سكان محليون لـ"سناك سوري". وأكد الأهالي على التنسيق المحترم مع عناصر الأمن العام، وسط استعدادات أمنية مكثفة شملت توزيع الأدوار بين قوى الأمن ومجموعات مسلحة محلية (رجال الكرامة)، تحسباً لأي هجوم محتمل.

لم يقتصر التنسيق على الجانب الأمني والعسكري، بل أفادت مصادر بأن وفداً من مدينة زار وجهاء صحنايا وأكد السيطرة على الوضع في مناطقهم، بينما شهدت الجديدة انتشاراً أمنياً وتمركزت قوات الأمن العام على مداخلها. واستمر الحاجز الأمني المشترك بين عناصر الأمن وشباب صحنايا على أوتستراد درعا، بهدف صد أي تحرك مفاجئ.

إلا أن الساعات الأخيرة شهدت تصعيداً مقلقاً، حيث تركز القصف من جهة أوتستراد درعا، وأشارت المصادر إلى استخدام المهاجمين للأسلحة الخفيفة والمتوسطة في استهداف المباني السكنية. لم تُعرف حتى الآن حصيلة دقيقة للضحايا أو الخسائر، لكن مدرسة "حسين زين" في أشرفية صحنايا تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الاستهداف المباشر.

وسط هذا الجو المتوتر واستمرار الاشتباكات، تصاعدت مخاوف المدنيين، مع مناشدات عاجلة بالتدخل الفوري للردع ومنع المهاجمين.

وكانت صحنايا قد شهدت توتراً أقل حدة الليلة الماضية، بالتزامن مع توتر أعنف في ، حيث بدت الأمور صباح اليوم هادئة بشكل حذر. ما يزال الأهالي في منازلهم، وقلة منهم خرجت، والمحال معظمها مغلق وسط مخاوف من عودة التوتر.

بسبب التوتر الأمني وفرض حظر التجوال، توقفت الأفران والمحال التجارية عن العمل بالكامل، ومع انقطاع الطريق الواصل إلى دمشق، بات الأهالي مهددين بانعدام الغذاء، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لمعظم العائلات التي لم يتمكنوا من تخزين المؤن.

في ظل هذا المشهد المتأزم، وجه ناشطون نداء استغاثة إلى جميع منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الديمقراطية، من أجل التدخل العاجل لوقف التحريض الطائفي والدعوات إلى العنف، والعمل على إحياء قيم العيش المشترك والسلم الأهلي، وتجنيب المدينة أي سيناريو خطير.

كما عبّرت الفنانة "ميس حرب" عن قلقها الشديد من خلال منشور على حسابها في فيسبوك، وقالت: «نحنا ما زلنا عمنحكي بلغة العقل ونقول الله يفك عسيرها عخير.. صمت الدولة رح ياخد الأمور للأسوأ، لا تاخذونا عالأسوأ».

التصعيد بعد فيديو تحريضي

تعود جذور التصعيد إلى انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، اتهم فيه أحد مشايخ محافظة السويداء، ما أثار موجة غضب شعبية ودينية واسعة. الشيخ المعني نفى علاقته بالتسجيل في مقطع مصوّر، كما أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً أكدت فيه أن التحقيقات الأولية لم تثبت صحة نسبة التسجيل إلى الشخص المتَّهم، مشيرة إلى أن العمل مستمر لتحديد هوية صاحب الصوت ومحاسبته وفق القانون.

من جهتها، أصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز بياناً رسمياً وقّعه كل من الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع، استنكرت فيه بشدة مضمون التسجيل، واعتبرت أن من يقف خلفه هم "أصوات نشاز مأجورة" تسعى إلى تفكيك وحدة البلاد وإثارة الفتنة، مؤكدة أن كل من يسيء للرموز الدينية يمثل نفسه فقط ولا يُعبّر عن أبناء الطائفة المعروفية.

كما دعت إلى الاحتكام للعقل والإيمان في مواجهة دعوات الفتنة والانقسام.

بدوره قال الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين في بيان إنه بكل بيئة هناك فاسدون، «ولكننا ننادي دوما أن لا احد مفوض للحديث باسم غيره ، وكل مخطئ يحاسب بشخصه بجريرة خطئه ، ولا يمثل غيره أياًّ كان انتماؤه ، ونحن نؤكد على اجتثاث هؤلاء ومحاسبتهم»، في إشارة منه إلى الشخص الذي ظهر في التسجيل الصوتي المسيء للنبي “محمد”.

يذكر أن العديد من الناشطين والناشطات دعوا إلى تخفيف الاحتقان وتعزيز السلم الأهلي وتجنيب صحنايا وعموم البلاد، المزيد من التصعيد الذي من شأنه ترسيخ الانقسامات وإعاقة المضي قدماً ببناء سوريا الجديدة.

مشاركة المقال: