الإثنين, 5 مايو 2025 02:19 AM

أزمة مياه في درعا: سكان بلدة كويا يناشدون لتزويد بئرهم بالطاقة الشمسية

أزمة مياه في درعا: سكان بلدة كويا يناشدون لتزويد بئرهم بالطاقة الشمسية

درعا – محجوب الحشيش: على دراجته النارية، يحمل خالد شهاب من سكان بلدة كويا في ريف درعا الغربي 25 ليترًا من المازوت، ويسلمها لعامل ببئر المياه من أجل تشغيل محرك الديزل الذي يضخ مياه الشرب إلى البلدة. هذه الكمية تكفي تشغيل المحرك مدة ساعتين، إذ يستهلك 13 ليتر مازوت في الساعة الواحدة، ويصل سعر الليتر الواحد إلى 10500 ليرة سورية (91 سنتًا).

تعتمد بلدة كويا في تأمين مياه الشرب على بئر خاصة تقع شمالي البلدة وتعمل على الديزل، لكن تكلفة المازوت تشكل عبئًا ماليًا على السكان، إذ يعمل معظمهم في الزراعة وتربية المواشي. ويطالب سكان في البلدة بتزويد البئر بمنظومة طاقة شمسية تؤمّن ما يقارب عشر ساعات تشغيل يوميًا، تكفي لتزويد البلدة بمياه الشرب، بحسب العاملين على البئر في بلدة كويا.

تكاليف مرهقة للسكان

يشترك خالد شهاب وعدد من سكان الحي الذي يعيش فيه على تشغيل البئر على نفقتهم الخاصة. ويحتاج خالد وسكان الحي إلى 25 ليترًا لتشغيل البئر لمدة ساعتين فقط، تتكفل كل عائلة في تأمين ليتري مازوت، كما تتبع عائلة خالد تقنينًا في استهلاك المياه وتكتفي بتعبئة واحدة أسبوعيًا.

وقال خالد لعنب بلدي، إنه يحتاج إلى 100 ألف ليرة سورية (8.6 دولار) شهريًا ثمن مياه شرب، في حين يحتاج إلى 800 ألف ليرة (70 دولارًا) ثمن مياه لمواشيه يشتريها من الصهاريج الجوالة.

عدي شهاب من سكان البلدة، قال لعنب بلدي، إن تأمين مياه الشرب أصبح من أولويات العائلة، ومنذ عامين يشتري المياه على نفقته عبر جمع ثمن المازوت عن طريق لجان في كل حي. وأضاف أن هذا الحل المتاح وهو أقل تكلفة من شراء المياه من الصهاريج الجوالة، إذ يصل سعر المتر الواحد من مياه الصهاريج إلى 50 ألف ليرة سورية، في حين تصل تكلفته عبر بئر البلدة إلى 22 ألف ليرة سورية.

واقترح إمكانية تزويد البئر بالطاقة الشمسية، إلا أن معظم سكان البلدة هم من الفقراء وتأثرت محاصيلهم الزراعية بموجة الصقيع التي ضربت موسم الخضار الباكورية، تبعها جفاف السد المغذي لها.

باسل الشلال عامل في البئر، قال لعنب بلدي، إن المحرك يحتاج إلى 12 ليتر مازوت كل ساعة بالإضافة إلى صيانة دورية وإلى تغيير لزيت المعدن كل فترة. وأضاف أن هناك صعوبة في تأمين المازوت، لافتًا إلى وجود خلافات دائمة لدى سكان الأحياء في تأمين التكاليف سواء من المازوت وزيت المعدن أو الصيانة.

حلول واقتراحات

قال باسل، إن الحل الأمثل هو تشغيل البئر على الطاقة الشمسية، لكن هذه الخطوة تحتاج إلى أكثر من 200 مليون ليرة سورية، وهذا المبلغ لا تتمكن البلدة من جمعه حاليًا. وأضاف أن من الممكن تبديل المضخة الحالية بمضخة باستطاعة أكبر وعدد أكبر من ألواح الطاقة الشمسية، وهذا يتطلب تبني المشروع من قبل المنظمات الدولية أو من الحكومة الحالية.

رئيس بلدية كويا، أمجد سليمان، قال لعنب بلدي، إن رئاسة البلدية وعددًا من الوجهاء طالبوا محافظ درعا بتقديم منظومة طاقة شمسية للبئر المغذية للبلدة. وأضاف سليمان أن أزمة مياه الشرب بدأت بعد تراجع نسب التغذية من آبار بلدة عين ذكر، ما دفع الوجهاء لإطلاق حملة تبرعات استطاعت تأهيل بئر تعود لأحد السكان لتأمين مياه الشرب.

وبحسب عامل البئر، فإن هناك حلولًا إسعافية وهي دعم المحرك بكميات من الديزل مقدمة من الحكومة الحالية، والتي قدمت مطلع نيسان الماضي لمرة واحدة 500 ليتر مازوت فقط، شغلت المحرك ثلاثة أيام. وأضاف أن الأهالي سبق وطالبوا حكومة نظام الأسد المخلوع بربط البئر بخط كهرباء معفى من التقنين، إلا أن بعد المسافة عن خطوط التوتر المعفاة من التقنين حال دون الموافقة على هذا المقترح.

تقع بلدة كويا في أقصى ريف درعا الغربي، وهي إحدى قرى حوض اليرموك، ولها أهمية استراتيجية باعتبارها تقع في المثلث بين سوريا والأردن وإسرائيل، وتبعد عن مركز محافظة درعا 40 كيلومترًا. ويبلغ عدد سكانها 9000 نسمة، وتقدر مساحتها بـ13 ألف دونم، بحسب رئيس البلدية.

مشاركة المقال: