الإثنين, 19 مايو 2025 04:50 PM

أزمة صامتة: هل يتصدع التحالف المصري الخليجي بسبب غزة؟

أزمة صامتة: هل يتصدع التحالف المصري الخليجي بسبب غزة؟

على الرغم من إدراك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمستوى التمثيل المنخفض في القمة العربية التي عُقدت في بغداد، إلا أنه أصر على رئاسة وفد بلاده، مما يعكس اتساع الفجوة بينه وبين قادة دول الخليج حول معالجة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لم يعلن السيسي بعد عن رفضه لتوجهات الرياض وأبو ظبي، وما يُقال عن تنسيقهما مع واشنطن وتل أبيب، بسبب اعتماد القاهرة الكبير على الدعم الخليجي وسياسة عدم الصدام التي يتبعها.

يبدو أن السيسي تحول من صديق مقرب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، إلى مصدر إزعاج لهما، مما دفعهما إلى وقف كل أشكال الدعم الاقتصادي لمصر، بعد توقعات بدخول بعضها حيز التنفيذ قريبًا. الدعم الخليجي لمصر بلغ ذروته العام الماضي، عندما قررت الإمارات الاستثمار في منطقة رأس الحكمة بمبلغ 36 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد المصري من التعثر.

تشير التطورات إلى أن الخلافات بين الجانبين هي الأكبر منذ وصول السيسي إلى السلطة، لدرجة إلغاء الترتيبات لمشاركة الرئيس المصري وملك الأردن في القمة الخليجية – الأميركية دون اعتذار أو توضيح، مع محاولات إعلامية مصرية للتقليل من شأن ما حدث.

التباين بين القاهرة والعواصم الخليجية، باستثناء الدوحة، واضح، ولم يعد الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قرار السيسي وحده، بل قرار المؤسسة العسكرية، مما يضعه في مأزق مع حلفائه الخليجيين والإدارة الأميركية. على الرغم من إلغاء زيارة السيسي إلى البيت الأبيض، بسبب مخاوف القاهرة من إحراج محتمل من ترامب، إلا أن قنوات التواصل بين البلدين لم تتعطل، خاصة فيما يتعلق بمسارات التسوية المرتبطة بالوضع في قطاع غزة.

استقبل السيسي في القاهرة مستشار ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية والأفريقية، مسعد بولس، بحضور رئيس المخابرات العامة حسن رشاد. لكن الزيارة لم تحمل دلالات جوهرية على انفراجة في غزة، خاصة مع نقل المفاوضات إلى الدوحة، مما يثير تساؤلات حول عدم رغبة الإسرائيليين في القدوم إلى مصر.

حتى الجزائر، التي كان السيسي يعول عليها لإظهار موقف داعم، لم تستجب لزيارة وزير خارجيته للتنسيق المشترك، بعد شكواها من التهميش لصالح دول الخليج. ومع أن السيسي يكتسب شعبية داخل مصر بسبب مواقفه، إلا أنه بدأ يفقد جزءًا من مكانته الإقليمية، حتى بينما يسعى إلى الاستقواء بالأوروبيين، ولا سيما فرنسا وبريطانيا، التي قد يضطر لإرضائهما بالإفراج عن الناشط علاء عبد الفتاح.

يستشعر السيسي ونظامه خطرًا من التقارب الخليجي – الأميركي، معتقدًا بأنه سيضر بالأمن القومي المصري والعربي، ليس فقط بسبب مسارات التطبيع، ولكن أيضًا على خلفية محاولات تحييد سوريا وجعلها دولة غير مسلحة مقابل الاعتراف بشرعية قيادتها، إلى جانب تعزيز الانقسام الفلسطيني، وهي أمور ستضع مصر في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

مشاركة المقال: