في تصريحات حاسمة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن فكرة إقامة نظام فيدرالي في سوريا ليست سوى "حلم بعيد المنال"، مشدداً على أن أنقرة لن تسمح بأي مخطط يهدد وحدة الأراضي السورية أو يفرض واقعاً جديداً على الحدود. وجاءت تصريحات أردوغان خلال لقائه بالصحفيين على متن طائرته أثناء عودته من زيارة رسمية إلى إيطاليا، حيث أوضح أن تركيا تدعم استقرار سوريا وتعارض أي مبادرات تهدف إلى تقسيمها، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" الرسمية.
أردوغان أشار إلى أن السلطات السورية نفسها تؤكد رفضها لأي سلطة موازية لحكومة دمشق أو أي تشكيل عسكري خارج إطار الجيش السوري، لافتاً إلى وجود تنسيق وتطابق في وجهات النظر بين أنقرة ودمشق بشأن أمن الحدود. وقال الرئيس التركي: "لن نقبل بوجود أي كيان على حدودنا خارج إطار الدولة السورية. نؤمن أن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للتفاوض، وندعو كل الأطراف للعمل من أجل سوريا موحدة تتشارك فيها جميع المكونات". كما شدد على ضرورة دمج جميع الفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع السورية لضمان إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية جامعة.
وحول التصعيد العسكري الإسرائيلي، أكد أردوغان أن الهجمات المتكررة على سوريا تسعى لتقويض المناخ الإيجابي الذي بدأ يتشكل بين دمشق وأنقرة، محذراً من أن "إسرائيل تحاول تصدير أزمتها عبر توسيع رقعة التوتر في المنطقة، بدءاً من غزة مروراً بلبنان ووصولاً إلى سوريا". وأضاف: "ما تقوم به إسرائيل هو استفزاز ممنهج، وتركيا سترد بطرق مختلفة على أي محاولة لجر سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار".
وختم أردوغان حديثه بالتأكيد أن تركيا ستكون إلى جانب الحكومة السورية في مواجهة أي مشروع يستهدف وحدة البلاد، مؤكداً أن أي طرف يسعى لإدامة الفوضى أو فرض أجندات انفصالية سيجد أنقرة في الخط المقابل.