الإثنين, 1 ديسمبر 2025 09:04 PM

مؤتمر دمشق: أكثر من 170 منظمة تبحث حلولاً مستدامة للعمل الإنساني والتعافي في سوريا

مؤتمر دمشق: أكثر من 170 منظمة تبحث حلولاً مستدامة للعمل الإنساني والتعافي في سوريا

انطلقت في دمشق فعاليات مؤتمر "العمل الإنساني والتعافي من أجل سوريا – حلول محلية لتحقيق تأثير مستدام"، بمشاركة واسعة تجاوزت 170 منظمة محلية ودولية. يهدف المؤتمر إلى إيجاد حلول مستدامة ووضع سياسات مستقبلية للمجتمع المدني والعمل الإنساني في سوريا، مع الاستفادة من جميع الأفكار المطروحة.

أكد ممثل بهجت حجار، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام في فندق "رويال سميراميس" بدمشق، على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الجهات الحكومية والمجتمع المدني للوصول إلى برامج تغطي العجز وتضمن وصول المساعدات الإغاثية إلى مستحقيها. المؤتمر من تنظيم منظمة "Help" الألمانية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومشاركة التحالف السوري للمنظمات غير الحكومية، ومنتدى المنظمات، واتحادي الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها وفي حلب، ورابطة الشبكات السورية، ومنصة شمال شرق سوريا.

يركز المؤتمر على مناقشة التحديات الراهنة التي تواجه التعافي والعمل الإنساني، واقتراح حلول عملية وتوصيات ليتم تبنيها من قبل الفاعلين وصناع القرار السوريين والدوليين.

دعم ألماني لمساعدة السوريين

في رسالة مسجلة عبر الفيديو، صرحت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، ريم العبلي رادوفان، بأن "هذا المؤتمر يرمز إلى سوريا المتنوعة"، مؤكدة استمرار الحكومة الألمانية في تقديم الدعم لتحسين أوضاع السوريين وتمكينهم.

من جانبه، دعا منسق تحالف المنظمات السورية غير الحكومية، سارية عقاد، إلى تكثيف الجهود ومشاركة جميع السوريين في بناء مجتمعهم والنهوض به، خاصة في المجال الإغاثي والتعليمي وتمكين المرأة ودعم سبل العيش. وأشار إلى الدور الكبير والأساسي للمجتمع المدني السوري في حماية النسيج المجتمعي والوصول إلى جميع المحتاجين، على الرغم من حجم الاحتياجات الإنسانية الهائل والبنية التحتية المنهكة. ولفت عقاد إلى ضرورة اعتماد نهج جديد يربط بين الإغاثة والعدالة الانتقالية وبناء السلام والتنمية المستدامة، مبيناً أن المجتمع المدني لا ينظر إلى التعافي فقط كمشاريع وأرقام في الموازنات، بل كعملية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون اقتصادية.

وشددت المديرة القطرية لمنظمة "Help"، ميرنا عبود، على أهمية الاستفادة من التجارب التي عاشها السوريون خلال السنوات الماضية في الداخل والخارج، للوصول إلى واقع أفضل يستحقه الشعب بعد المعاناة والظلم الكبيرين.

التشبيك مع الجمعيات بالمناطق المحررة

على هامش المؤتمر، أشار عضو اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها، هيثم سلطجي، إلى ضرورة التشبيك مع الجمعيات والمؤسسات التي كانت تعمل في المناطق المحررة، للاستفادة من خبراتها الواسعة وزيادة عدد المستفيدين من خدمات الجمعيات الخيرية. ودعا إلى توجيه الدعم للمناطق حسب حاجاتها دون التقيد بشروط الممول الداعم، خاصة في المناطق الريفية التي تحتاج إلى تنمية، وذلك لتخفيف الضغط عن المدن والحد من هجرة أبنائها.

أمين صندوق الاتحاد، صفوان الحموي، أكد أهمية الحوار لتقريب وجهات النظر وتعزيز التنسيق والتشاركية بين مختلف المنظمات للوصول إلى رؤية واحدة، والاستفادة من الدعم المقدم من قبل المنظمات الدولية، مشدداً على ضرورة مواجهة العقبات والصعوبات التي تعترض عمل المجتمع المدني، وتعديل التشريعات ذات الصلة بعمل المنظمات غير الحكومية.

يذكر أن اتحاد الجمعيات الخيرية نظم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ورابطة الشبكات السورية واتحاد الجمعيات الخيرية في حلب، ملتقيين تحت عنوان "نحو تعزيز التعاون والتنسيق بين المنظمات غير الحكومية"، وخرج بتوصيات أبرزها تشكيل لجنة تنسيقية لمتابعة تنفيذ المقترحات وتعزيز التشاركية وتبادل الخبرات، وتنفيذ برامج ومشاريع تنموية مستدامة. منظمة "Help" الألمانية هي منظمة دولية تدعم الأشخاص المتأثرين أو المهددين بالأزمات، وتساندهم في بناء حياة تتمتع بالكرامة والأمان والاعتماد على الذات منذ عام 1981.

مشاركة المقال: