الإثنين, 1 ديسمبر 2025 07:47 PM

وزارة الصحة السورية تطلق مسحًا وطنيًا شاملًا لتقييم تغذية الأطفال والنساء

وزارة الصحة السورية تطلق مسحًا وطنيًا شاملًا لتقييم تغذية الأطفال والنساء

أعلنت وزارة الصحة السورية عن إطلاق المسح الوطني التغذوي الشامل في جميع المحافظات السورية، مستهدفًا الأطفال والنساء في سن الإنجاب. يهدف هذا المسح إلى تحسين الخدمات الصحية والبرامج الوطنية للتغذية.

وفقًا لما نشرته الوزارة على صفحتها في “فيسبوك” يوم الاثنين 1 من كانون الأول، يركز المسح على الأطفال من عمر يوم واحد وحتى خمس سنوات، والنساء في سن الإنجاب بين 15 و49 عامًا. تقوم الفرق الصحية الميدانية بزيارات منزلية مباشرة لإجراء قياسات دقيقة مثل الوزن والطول ومحيط منتصف العضد، بالإضافة إلى التحقق من وجود الوذمة لدى الأطفال وقياس محيط منتصف العضد لدى النساء.

وأكدت الوزارة أن هذا المسح يمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة وتطوير البرامج الوطنية المتعلقة بالتغذية والصحة العامة. كما أوضحت أن الحملة تهدف إلى تقييم الحالة التغذوية للفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية، وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والمحلية، داعيةً المواطنين إلى التعاون مع الفرق الميدانية لضمان نجاح الحملة وتحقيق الفائدة المرجوة للمجتمع.

14 مليونًا يعانون انعدام الأمن الغذائي

أصدرت منظمة الهلال الأزرق الدولية للإغاثة والتنمية (IBC) تقريرًا حول الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد في أواخر عام 2024، مشيرةً إلى التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية المعقدة التي تواجه البلاد. وذكر التقرير، الذي نُشر في 8 من أيلول الماضي، أن الاقتصاد السوري انكمش إلى حوالي 17.5 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ 60 مليار دولار قبل عام 2011. وأشار إلى أن حوالي 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن أكثر من 14 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وصف التقرير الوضع الإنساني بأنه حرج، حيث يحتاج 16.5 مليون شخص في سوريا إلى المساعدة، ونزح أكثر من 12 مليون شخص قسرًا منذ بداية الحرب. وأضاف أن أكثر من 14 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة، وأن ظروف الجفاف، الأسوأ منذ أكثر من 36 عامًا، فاقمت هذه المشكلة، مما أدى إلى تعطيل إنتاج الغذاء وإمدادات المياه. وأشار التقرير إلى أن واحدًا من كل أربعة سوريين يعيش في فقر مدقع، وأن معظم السكان يعيشون تحت خط الفقر، وأن أزمة السيولة الحادة وارتفاع التضخم جعلا تلبية احتياجات الأسر الأساسية أمرًا صعبًا.

“الصحة العالمية” تعد بالدعم

أكدت الممثلة المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا، كريستينا بيثكي، أن النظام الصحي في سوريا يمر بمرحلة انتقالية حاسمة من سنوات الصراع نحو التعافي، معتبرةً أن “الأهداف الوطنية الصحية” التي أعلنتها الحكومة في تموز الماضي تمثل خارطة طريق واضحة لإنقاذ القطاع. وأوضحت بيثكي، في حديث إلى عنب بلدي، أن الخارطة تشمل توسيع نطاق الرعاية الصحية الأولية العادلة، وضمان توفر الأدوية بشكل موثوق، والاستثمار في القوى العاملة الصحية، ودمج خدمات الصحة النفسية ضمن الخدمات العامة.

اجتمع ممثلو منظمة الصحة العالمية مع وزير الصحة السوري، مصعب العلي، في 13 من تموز الماضي، بهدف إعادة توزيع القوى العاملة في القطاع الصحي بين الريف والمدينة وتعزيز كفاءة الخدمات الصحية. وتناول الاجتماع أساليب التخطيط الحديثة واستراتيجية “هيلما” في تحليل أسواق العمل بهدف إنشاء قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة للقطاع الصحي في سوريا.

وأشارت بيثكي إلى أن نجاح هذه الإصلاحات يتطلب عوامل تمكينية عملية، مثل التمويل المتوقع والمستدام، والاستثمار في البنية التحتية، واتخاذ إجراءات لإعادة جذب الكوادر الصحية التي غادرت البلاد. ودعت إلى توفير أجور معيشية وسكن آمن ومناسب ومدارس للأطفال وفرص كسب عيش لأفراد أسرهم، بالإضافة إلى تضمين الاستعداد للطوارئ في هذه الإصلاحات لتعزيز قدرة النظام على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية. وأكدت أن منظمة الصحة العالمية تدعم هذه الجهود من خلال المساعدة في إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وتدريب الكوادر الطبية، وتوسيع نطاق الترصد الوبائي، وتعزيز آليات الحوكمة والتمويل، بهدف جعل القطاع الصحي محركًا للاستقرار والتعافي.

مشاركة المقال: