أعلنت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية، مساء الأحد 30 تشرين الثاني، عن إطلاق مشروع "مجتمع ذكاء"، وهو مبادرة تهدف إلى تمكين المنظمات غير الربحية العاملة في المجال التقني وتعزيز التحول الرقمي في سوريا. يتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
يهدف المشروع إلى تنظيم جهود الشباب والجمعيات والمبادرات التقنية في مختلف المحافظات السورية، وتوجيهها نحو برامج عملية تعود بالنفع على المواطنين، وخاصة الفئات التي تواجه صعوبات في الوصول إلى فرص التدريب والعمل في القطاع الرقمي.
وفقًا لما نشرته وزارة الاتصالات عبر حساباتها الرسمية، يرتكز المشروع على ثلاثة مسارات رئيسية:
- حاضنة للجمعيات الشبابية التقنية لتسهيل ترخيصها وربطها ببرامج وطنية للتمكين الرقمي.
- مسار لتمكين الجمعيات والمنظمات القائمة ذات النشاط التقني، من خلال التدريب والفعاليات وإشراكها في مشاريع التحول الرقمي.
- استقطاب المنظمات غير الربحية التقنية والشركات التكنولوجية والجامعات ومراكز الأبحاث داخل سوريا وخارجها، لنقل الخبرة وتصميم برامج مشتركة لبناء الكفاءات.
أوضح وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، أن مشروع "مجتمع ذكاء" يمثل منصة شراكة مفتوحة بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الأكاديمية، بهدف تحسين الخدمات الرقمية الحكومية وتطوير قنوات تواصل مباشر مع المواطنين لاستطلاع احتياجاتهم واقتراحاتهم.
كما كشفت وزارة الاتصالات أنها ستعلن قريبًا، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، عن آليات الانضمام إلى هذه المسارات ومعايير الاستفادة عبر قنواتهما الرسمية.
أكدت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات أنها تركز على إطلاق برامج مبتكرة تساهم في دعم المشاريع الناشئة وتحفيز النمو الاقتصادي الرقمي، بما يتماشى مع احتياجات السوق ومتطلبات المرحلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، عقدت الوزارة فعاليات ملتقى المنظمات الريادية الأول في أيلول الماضي، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد جمع الملتقى ممثلين عن 30 منظمة ريادية تعمل في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا ودعم المؤسسين.
ركز الملتقى على سبل تعزيز الابتكار والنمو في قطاع الشركات الناشئة، ودعا المشاركون إلى استثمار مشاريع التخرج والأفكار الفردية وتحويلها إلى شركات قابلة للنمو. كما ناقش الملتقى أهمية توسيع برامج التعليم الرقمي، وتعزيز مفهوم الريادة في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى ضرورة تحديث الأنظمة والقوانين لتواكب التغيرات التكنولوجية وفرص التمويل.
أشار عبد السلام هيكل إلى أن الحكومة السورية وضعت الابتكار على رأس أولويات التحول الرقمي، مؤكدًا أن التعاون مع المنظمات الريادية يمثل خطوة هامة نحو إشراك المجتمع الريادي في صياغة السياسات الوطنية. وأكد على أهمية تطوير بيئة تشريعية تشجع على الاستثمار وتحمي الابتكار، وإنشاء حاضنات تكنولوجية في الجامعات لتسهيل دخول الطلاب إلى سوق العمل.
ناقش المشاركون في ملتقى المنظمات الريادية التحديات التي تواجه هذه المنظمات، مثل ضعف البيئة الحاضنة، ونقص التمويل، وشح برامج الإرشاد. وتطرقت مخرجات الملتقى إلى ضرورة بناء جسور من الثقة بين الحكومة الحالية والمجتمع المدني، باعتباره شريكًا أساسيًا في إعادة هيكلة النظام الريادي في سوريا.