الجمعة, 21 نوفمبر 2025 09:24 PM

ترامب يستقبل زهران ممداني: هل تكون بداية حقبة جديدة في نيويورك؟

ترامب يستقبل زهران ممداني: هل تكون بداية حقبة جديدة في نيويورك؟

في خطوة مفاجئة بعد حملة انتخابية اتسمت بالحدة، استقبل الرئيس دونالد ترامب في واشنطن يوم الجمعة رئيس بلدية نيويورك المنتخب، الديموقراطي زهران ممداني، الذي يعتبر الآن من أبرز معارضيه.

أفاد ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، بأنه "مستعد لكل الاحتمالات" خلال هذا اللقاء الأول مع الرئيس الأميركي، المعروف بمفاجآته وتوبيخه لبعض ضيوفه أمام وسائل الإعلام في المكتب البيضوي.

من جهتها، صرحت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قبل الاجتماع بأن "زيارة شيوعي إلى البيت الأبيض تحمل دلالات كبيرة" حول خيارات الديموقراطيين، مضيفة أن "الرئيس ترامب على استعداد للقاء الجميع والتحدث معهم".

يمثل زهران ممداني، الاشتراكي والمدافع عن حقوق المهاجرين والذي ولد في أوغندا لعائلة هندية، معارضة قوية لنهج ترامب.

وقد اعتمد ممداني في حملته الانتخابية على قضية ارتفاع تكلفة المعيشة في نيويورك، متهماً الرئيس ترامب بإعطاء الأولوية للأميركيين الأثرياء، في حين انتُخب هو بناءً على وعود بتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.

قبل الانتخابات، أعلن دونالد ترامب دعمه لمنافس ممداني الرئيسي، أندرو كومو، الحاكم الديموقراطي السابق لولاية نيويورك.

لكن في الرابع من نوفمبر، فاز زهران ممداني بأكثر من 50% من الأصوات، متفوقًا على منافسيه، وسط مشاركة قياسية تجاوزت مليوني ناخب، وهو رقم لم تشهده المدينة منذ عام 1969.

أكد المسؤول الديموقراطي "أعتزم أن أوضح للرئيس ترامب أنني سأتعاون معه في أي برنامج يخدم سكان نيويورك. وإذا تسبب أي برنامج في ضرر لهم، فسأكون أول من يعلن ذلك"، مشدداً على استعداده "لاستكشاف جميع السبل" التي من شأنها "تيسير الحياة في مدينتنا".

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، لينكولن ميتشل، يرى أن الاجتماع يحمل مخاطر لرئيس البلدية الجديد، مستبعداً أن يكون هناك كمين مماثل لما نُصب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفًا لوكالة فرانس برس "قد نرى (نائب الرئيس جاي دي) فانس يضايقه".

من جهته، قلل ممداني، الذي سيتولى منصبه في الأول من يناير، من أهمية الاجتماع، واصفاً إياه بأنه "روتيني" بين رئيس بلدية المدينة والرئيس الذي أرسل الحرس الوطني إلى العديد من المدن التي يحكمها الديموقراطيون بهدف معلن هو فرض الأمن ومكافحة الجريمة.

يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية، غاريت مارتن، أن رئيس البلدية يحتاج إلى الرئيس، قائلاً "بالنسبة لممداني، فإن العديد من الأمور التي يرغب في القيام بها في نيويورك ستعتمد أيضاً على الإجراءات المتخذة على المستوى الفدرالي" في مجالات مثل الأمن والاقتصاد.

بعد التصريحات الحادة المتبادلة خلال الحملة الانتخابية، بدا أن هناك نوعاً من التهدئة بين الطرفين، حتى أن الرئيس أكد قبل أيام أنه يريد "أن يسير كل شيء على ما يرام في نيويورك".

بينما يستعد لتنصيبه، يسعى زهران ممداني أيضاً إلى طمأنة منتقديه. ففي مواجهة الانتقادات بشأن قلة خبرته، حيث لم يتول سابقاً سوى منصب نائب حي في برلمان ولاية نيويورك، عمل على إحاطة نفسه بشخصيات بارزة.

بعد اختياره لرجل السياسة المحلية المخضرم دين فوليهان (74 عاماً) ليكون معاونه الأساسي، قرر الديموقراطي الأربعاء إعادة تعيين جيسيكا تيش على رأس شرطة المدينة، وهي تتمتع بسمعة طيبة، وأشيد بها لنجاحها في الحد من الجريمة في نيويورك.

يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكيوز، غرانت ريهير، أنه "رغم أن زهران ممداني لم يتخل عن أي من أهدافه السياسية، فإن إبقاءه على بعض كبار المسؤولين من الإدارة (السابقة) رغم انتقاده لهم سابقاً، يشير إلى أن ثورته لن تكون جامحة".

مشاركة المقال: