الجمعة, 21 نوفمبر 2025 06:02 PM

اتفاق بين دمشق و"قسد" على تشكيل "فيلق الشمال" ودمج عناصرها في الجيش السوري

اتفاق بين دمشق و"قسد" على تشكيل "فيلق الشمال" ودمج عناصرها في الجيش السوري

شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشفت مصادر سورية خاصة لـ"عربي بوست" عن اتفاق أولي بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لتشكيل كيان عسكري جديد باسم "فيلق الشمال". يهدف هذا الفيلق إلى تأمين شمال شرق سوريا ويتألف بشكل أساسي من عناصر "قسد".

وذكر مصدر مطلع في وزارة الخارجية السورية لـ"عربي بوست" أن "قسد" ستحصل على 30% من المناصب التنفيذية في الجيش السوري وقوات مكافحة الإرهاب، بما يتماشى مع سيطرتها الميدانية على نحو 30% من مساحة سوريا. وأضاف المصدر أن 30% من قادة أركان الجيش السوري سيكونون من قيادات "قسد"، مع احتفاظ بقية الهياكل بوجوه من خلفيات سورية أخرى. كما أكد أن قوات الأمن العام السورية لن تدخل شمال شرق سوريا بشكل مباشر.

من جهة أخرى، كشف مصدر كردي قريب من "مظلوم عبدي" لـ"عربي بوست" عن دور أمريكي في التوصل إلى هذا الاتفاق، حيث لعب المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، دوراً محورياً في دفع الطرفين إلى صيغة تفاهم مشتركة. وأشار المصدر إلى أن الحكومة السورية كانت قد اقترحت دمج مقاتلي "قسد" كأفراد في الجيش السوري، لكن هذا الطرح قوبل بالرفض من جانب "قسد".

وفي سياق متصل، أفاد مصدر سوري مقرب من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة لـ"عربي بوست" بأن زيارة الرئيس السوري إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكّلا نقطة انعطاف مهمة في مسار التفاهمات. وأضاف أن قوات الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا ستكون من عناصر "الأسايش" الكردية، في إطار تنسيق كامل مع وزارة الداخلية السورية.

وأشار المصدر في وزارة الخارجية السورية إلى أن ملف وزارة الداخلية السورية في مناطق شمال شرق البلاد كان محور نقاش معقد، حيث تم التوافق على أن تتولى قوات "الأسايش" الكردية إدارة الأمن الداخلي، ولكن في إطار تنسيق كامل مع وزارة الداخلية السورية، ومن خلال لجان مركزية مشتركة تُعنى بقضايا الأمن ومكافحة تنظيم داعش.

وأكد المصدر المقرب من وزير الدفاع أن صياغة التنسيق بين "قسد" ووزارة الداخلية تضمن لـ"قسد" دوراً رسمياً في إدارة الأمن والخدمات، مع الحفاظ على وحدة القرار والسيادة السورية.

وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، قال المصدر المقرب من وزير الدفاع السوري إن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً على حكومة دمشق من خلال ورقة شمال شرق سوريا، وبالتحديد من خلال نفوذ "قسد".

ويقول المصدر إن إدخال قوات "قسد" ضمن بنية الجيش السوري يمثل المرحلة الأولى من مسار تفاهمات أطول وأعمق، ستتبعها مناقشة الملفات العالقة الأخرى، وعلى رأسها شكل إدارة الحكومة السورية في مناطق شمال شرق سوريا.

أما بخصوص الدور السياسي لشخصيات "قسد" القيادية، أفادت المصادر أن مظلوم عبدي لن يتولّى أي منصب رسمي داخل الجيش السوري الموحد أو رئاسة الأركان؛ بل سيبقى في موقع رمزي كقائد تاريخي لحركة "قسد".

في حين أشار المصدر في وزارة الخارجية السورية إلى أن الهدف السوري من عدم ضم مظلوم عبدي إلى الجيش السوري، هو إدماج أفراد "قسد" كجنود داخل المؤسسة العسكرية الرسمية وليس ككتلة لها توجه سياسي أو عسكري مستقل.

فيما يؤكد المصدر المقرب من وزير الدفاع أن الاتفاق بصيغته الحالية يُعد مرضياً إلى حد كبير لـ"قسد"، لأنه يمنحها اعترافاً رسمياً بدورها في مكافحة الإرهاب، ويضمن بقاء جزء من نفوذ قياداتها داخل هيئات الجيش.

مشاركة المقال: