الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 11:37 PM

6 مليارات مستخدم للإنترنت: تقرير يكشف استمرار الفجوة الرقمية وتفاوت الوصول

6 مليارات مستخدم للإنترنت: تقرير يكشف استمرار الفجوة الرقمية وتفاوت الوصول

دمشق-سانا: بينما يتصل ثلاثة أرباع سكان العالم بالإنترنت، يبقى الربع الآخر خارج نطاق التطورات التقنية المتسارعة. هذه الفجوة لا تقتصر على الاتصال بالإنترنت فحسب، بل تمتد لتشمل جودة الاتصال، القدرة على تحمل التكاليف، ومستوى المهارات الرقمية.

أكد الاتحاد الدولي للاتصالات في تقريره "حقائق وأرقام 2025" أن التقنيات الرقمية أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، مشدداً على ضرورة إتاحة الفرصة للجميع للاستفادة من الإنترنت. وأوضحت الأمينة العامة للاتحاد، دورين بوغدان مارتن، أن الفجوة الرقمية تُقاس بعوامل مثل السرعة، الموثوقية، الكلفة، والمهارات، داعية إلى إعطائها الأولوية لضمان اتصال عالمي شامل.

أرقام وإحصاءات

يكشف التقرير عن أن نسبة استخدام الإنترنت في البلدان ذات الدخل المرتفع تصل إلى 94% مقابل 23% فقط في البلدان منخفضة الدخل، وأن 96% من غير المتصلين بالإنترنت يعيشون في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل. ويشير التقرير إلى أن 77% من الرجال يستخدمون الإنترنت مقابل 71% من النساء، وأن نسبة المستخدمين في المدن تصل إلى 85% مقابل 58% في المناطق الريفية، و82% من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً مقابل 72% لبقية الأعمار.

كما كشف التقرير عن زيادة في أعداد مستخدمي الإنترنت بواقع 240 مليون مستخدم، ليصبح العدد 6 مليارات شخص، بينما لا يزال 2.2 مليار شخص غير متصلين.

فجوة في التغطية

لا يقتصر الأمر على الاستخدام، بل يرتبط أيضاً بالتغطية وجودة الاتصال. يتمتع 84% من سكان البلدان مرتفعة الدخل بإمكانية الوصول إلى شبكات الجيل الخامس، مقارنة بـ 4% فقط في البلدان منخفضة الدخل. إضافة إلى ذلك، تظل التكلفة المعقولة ضرورية لتحقيق اتصال عالمي هادف.

بحسب مركز أنباء الأمم المتحدة، فإن الوصول إلى الإنترنت لا يزال مرتفع التكلفة في 60% من البلدات ذات الدخل المنخفض والمتوسط، رغم انخفاض متوسط سعر سلة النطاق العريض المتنقلة للبيانات عالمياً.

تفاوت في المهارات

عامل آخر يبرز، وهو المهارة الفردية. يمتلك كثير من مستخدمي الإنترنت المهارات الأساسية فقط، بينما يشهد الإنترنت تطورات متسارعة في مهارات مثل إنشاء المحتوى الرقمي وتفعيل الحلول الرقمية لحل المشكلات.

كيف يمكن تقليص الفجوة؟

هناك حلول فعالة لتقليل الفجوة الرقمية، مثل دعم مشاريع حكومية لتطوير شبكات الإنترنت، وتعزيز الاستثمارات في المجالات التقنية، وإدخال مناهج التعلم الرقمي في المؤسسات التعليمية، وتوفير برامج تدريبية تستهدف كبار السن أو محدودي المهارات الإلكترونية.

كما يجب تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في المجال التقني، والإفادة من الخبرات، ودعم المحتوى المحلي، وتوفير بيئة داعمة للابتكار في التكنولوجيا، ونشر الوعي المجتمعي، واستخدام التقنيات في مجالات الحياة المختلفة.

تظل الفجوة الرقمية تتأرجح في عالم شديد التفاوت، وزيادة أعداد مستخدمي الإنترنت مؤشر إيجابي، لكنها لا تلغي الانقسام بين من يستطيع تحمل تكاليف الخدمات الرقمية ومن يعجز عن ذلك، وبين من يطور مهاراته ومن يظل محصوراً في الاستخدام الأساسي. هذا الانقسام يثير سؤالاً: هل يكفي تحقيق اتصال عالمي شامل للحد من اتساع الفجوة الرقمية؟

مشاركة المقال: