تشهد مدينة حلب وريفها انتشارًا واسعًا لمصابيح السيارات البيضاء ذات الإضاءة العالية، الأمر الذي تحول إلى مصدر قلق وخطر حقيقي يواجه السائقين، خاصة أثناء الليل. يتضح تأثير هذه المصابيح بشكل خاص على الطرق السريعة التي تربط المحافظات السورية، وبالأخص طريق حلب – غازي عنتاب المؤدي إلى الحدود السورية – التركية، حيث يزداد الخطر بسبب عدم وجود حواجز إسمنتية تفصل بين اتجاهات السير.
أكد عدد من السائقين أن هذه المصابيح تتسبب في فقدان الرؤية لبضع ثوانٍ، وهي فترة حرجة قد تؤدي إلى وقوع حوادث وخيمة، خاصة في المناطق المفتوحة والمنعطفات. وفي حديث لمراسل "سوريا 24"، قال السائق أبو وائل: "نضطر أحيانًا إلى تخفيف السرعة بشكل مفاجئ عندما تقترب سيارة تحمل مصابيح قوية جدًا، فالضوء الساطع يضرب العين مباشرة، ويسبب عمى مؤقتًا لعدة ثوانٍ. هذا الأمر خطير للغاية على الطرق السريعة".
أوضح السائق الشاب أحمد الحسين، الذي يعمل على خط جرابلس – حلب، أن المشكلة تتفاقم خارج المدن، حيث قال: "على الطرق السريعة، لا توجد حواجز مرتفعة أو كتل إسمنتية تخفف من وهج الأضواء القادمة من الاتجاه المعاكس، وخاصة مع وجود الضباب أو الغبار، تصبح الرؤية شبه معدومة".
أشار موظفون في فرع المرور بحلب إلى أن تركيب مصابيح غير مطابقة للمواصفات أو زيادة قدرتها الكهربائية يؤدي إلى إضاءة قوية تعيق رؤية السائقين الآخرين، وتعتبر مخالفة مرورية تستدعي تشديد الرقابة. وتحذر الجهات المعنية من أن هذا النوع من الإضاءة يزيد من احتمالية وقوع الاصطدامات الأمامية، ويقلل من قدرة السائق على الاستجابة في الوقت المناسب.
يطالب العديد من السائقين بفرض رقابة أكثر صرامة على بيع وتركيب هذه المصابيح، وإطلاق حملات توعية للسائقين بمخاطرها، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الطرق السريعة عن طريق تركيب حواجز أو فواصل إسمنتية تقلل من تأثير الإضاءة المباشرة.
على الرغم من الظروف الفنية والخدمية الصعبة في بعض المناطق، يظل تنظيم استخدام الإضاءة والتحكم في أنواعها خطوة ضرورية للحد من الحوادث المتزايدة، وحماية السائقين الذين يسلكون الطرق بين حلب والحدود السورية – التركية يوميًا، وخاصة خلال ساعات الليل.