الإثنين, 17 نوفمبر 2025 11:15 AM

جدل في الإعلام السوري: متى يكون قطع الضيف مبررًا؟

جدل في الإعلام السوري: متى يكون قطع الضيف مبررًا؟

أثار مقطع فيديو من "الإخبارية السورية" جدلاً حول أخلاقيات الحوار التلفزيوني، حيث طلب مقدم البرنامج، الزميل معاذ محارب، قطع مشاركة الضيف، الكاتب هوشنك أوسي. يرى الكاتب علي عيد أن هذا المشهد يعيد للأذهان حادثة مماثلة في آذار 2023، عندما طرد مقدم برنامج في قناة "أورينت" السورية أحمد الريحاوي محللًا سياسيًا تركيًا.

يؤكد عيد أن المشاركين في البرامج، سواء محاورين أو ضيوفًا، هم بشر عرضة للانفعال، لكن التمييز يكمن في واجبات المحاور وحدود الضيف. فالقطع أو الاستبعاد يجب ألا يكون عقوبة، بل للحفاظ على الهدف العام للحوار، وله دلالات وأسباب وأساليب مختلفة. قد يلجأ المحاور إلى الاستبعاد القاسي عندما يتجاوز الضيف حدود الأدب أو يتفوه بعبارات نابية، مثل الشتم أو خطاب الكراهية.

يشير الكاتب إلى أن بعض القنوات قد تتعمد طرد الضيف لخلق الإثارة، وهو ما يتعارض مع المعايير المهنية. من واجب المحاور أن يكون مهيأ لآراء الضيف، وفي حال تجاوز الأخير الحدود القانونية أو الأخلاقية، يجب أن يتم الاستبعاد بطريقة مهنية مع توضيح الأسباب للجمهور. فالبرامج التلفزيونية ليست نوادي للمؤيدين، بل فضاء للحوار المهني.

يستذكر عيد مثالًا من قناة "CNN" في تشرين الأول 2024، حيث أطلق أحد الضيوف عبارة مسيئة لضيف آخر، ما استدعى اعتذار القناة واستبعاد الضيف. ويؤكد الكاتب أنه سواء في قناة سورية أو غيرها، يحق للضيف أن يعبر عن رأيه بشكل منطقي، وإلا فإن استدعاءه يصبح بلا معنى. يجب ألا يكون المحاور جزءًا من المحتوى، بل عنصرًا لإنجاح الحوار.

يختتم الكاتب بالإشارة إلى أن الصحفي يمرن أعصابه مع مختلف أنواع الضيوف، وعليه ألا ينفعل مهما كلف الأمر. فالوسيلة الإعلامية ليست ملكًا للصحفي، والصحفي مكلف بضبط الحوار وترك قناعاته خارج الاستوديو. ما حصل بين معاذ محارب وهوشنك أوسي هو خلاف لحظي، فالأول ملتزم بأخلاق المهنة، والثاني أديب ومناضل، و"الإخبارية" قناة تمثل الجميع.

مشاركة المقال: