الأحد, 16 نوفمبر 2025 09:35 PM

مزارعو حماة يواجهون ارتفاع تكاليف زراعة الزيتون.. حلول مبتكرة للتغلب على الغلاء وتراجع الإنتاج

مزارعو حماة يواجهون ارتفاع تكاليف زراعة الزيتون.. حلول مبتكرة للتغلب على الغلاء وتراجع الإنتاج

على الرغم من قلة إنتاج الزيتون، يبذل الأهالي في ريف حماة جهودًا مضنية لنقل المحصول إلى المعاصر، طمعًا في الحصول على كميات ولو ضئيلة من الزيت، خاصة مع الارتفاع الشديد في أسعاره الذي تجاوز المليون ليرة للبيدون الواحد، نتيجة لقلة المعروض. تشهد مدينة حماة موسمًا استثنائيًا في قلته بسبب التغيرات المناخية التي أدت إلى تساقط أزهار الزيتون نتيجة للرياح والجفاف الذي أعقبها، مما أضر بمعظم المحاصيل، خاصة في ظل نقص المياه الذي تعاني منه أرياف المدينة.

رصدت "الحرية" حركة الفلاحين المتوافدين لعصر موسمهم الضئيل من الزيتون في معاصر منطقة مصياف، حيث لوحظ انخفاض أعدادهم وكمياتهم إلى أكثر من النصف مقارنة بالموسم السابق. ومع ذلك، يعتبر الفلاحون ذلك أفضل من لا شيء، خاصة مع الارتفاع المستمر في سعر بيدون زيت الزيتون الذي يعادل راتب شهر كامل لبعض الموظفين. يلجأ البعض إلى خلط هذه الكميات القليلة بزيت نباتي لتجنب الحاجة إلى الشراء بالأسعار المرتفعة، وهو ما أكدته السيدة مفيدة الصبح، الستينية من قرية الحيلونة بريف مصياف، مشيرة إلى أن إنتاج كرمها قليل جدًا مقارنة بالعام الماضي بسبب الجفاف وقلة الأمطار، لكنها فضلت القدوم إلى المعصرة وتحمل أجور النقل على أمل الحصول على كمية من الزيت تكفيها لمونة الشتاء، لعدم قدرتها على الشراء من الأسواق بالأسعار الحالية.

الفلاح علي حسن من قرية دير ماما يؤكد الأمر ذاته، مبينًا تراجع زراعة الزيتون في قريته الزراعية أساسًا بسبب الصعوبات التي يواجهها الفلاح وارتفاع تكاليف الإنتاج. لا شك أن انخفاض الهطل المطري والجفاف كان لهما أثر كبير في انخفاض إنتاج الزيتون في حماة وعموم سوريا، لكن أيضًا ارتفاع تكاليف الزراعة من المبيدات والحراثة وغيرها تسبب في عزوف الفلاحين عن الاهتمام بأراضيهم، ما أثر على مردودية أشجار الزيتون، مشيرًا إلى أن الأرض كلما أعطيتها تعطي أكثر، والعكس صحيح، مطالبًا بتقديم الدعم لفلاحيي محصول الزيتون، وخاصة أن الزيتون السوري يعد من أفضل الأنواع عالميًا، وهجر الفلاحين لأراضيهم سينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي.

وأشار الفلاح الأحمد إلى أن أرضه لم تشهد هذه القلة في الإنتاج منذ عقود، حيث لم يحصل ربع موسم العام الفائت، لكنه أصر على عصر زيتونه بنفسه، متمنيًا الحصول على كمية زيت جيدة كونه متقيدًا بالشروط التي تضمن الحصول على أكبر نسبة زيت من محصوله القليل.

وقد التقت "الحرية" بصاحب إحدى المعاصر في ريف مصياف، يحيى محمود، الذي أكد ما قاله الفلاحون من أن موسم العام الفائت كان مختلفًا كليًا عن العام الحالي، الذي انخفضت فيه كميات الزيتون الموردة من الفلاحين إلى المعاصر، مع تراجع نسبة استخراج الزيت، مبينًا أن الجفاف حتمًا كان له دور أكبر في تراجع إنتاج الزيتون، لكن أيضًا انتشار بعض الأوبئة والأمراض تسبب في تراجع إنتاج الزيتون و"جفاف" أغصان الأشجار وموتها.

وحول الطرق المطلوبة لتحسين نسبة الزيت عند العصر، أشار صاحب المعصرة إلى ضرورة وضع حبات الزيتون في أقفاص بلاستيكية عوضًا عن الأكياس، لكن الأهم قيام الوحدات الإرشادية بصورة مستمرة بعقد الندوات والجولات الحقلية لتوعية الفلاحين بكيفية الاهتمام بأشجار الزيتون والاعتناء بها وتحسين واقع زراعة هذا المنتج الهام في مدينة حماة إجمالاً.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: