الأحد, 16 نوفمبر 2025 02:09 AM

غموض في إسطنبول: اعتقالات جديدة في قضية وفاة عائلة ألمانية وسط اشتباه بتسمم غذائي

غموض في إسطنبول: اعتقالات جديدة في قضية وفاة عائلة ألمانية وسط اشتباه بتسمم غذائي

تواصل الشرطة التركية تحقيقاتها المكثفة في ملابسات وفاة أم ألمانية وطفليها القادمين من هامبورغ، والذين لقوا حتفهم خلال رحلة سياحية إلى إسطنبول. وتتركز الشبهات حاليًا حول احتمال تعرضهم لتسمم غذائي.

أفادت وسائل الإعلام التركية، بما في ذلك وكالتا "DHA" و"أناضول"، بنقل سائحين آخرين، أحدهما إيطالي والآخر مغربي، إلى المستشفى بعد ظهور أعراض الغثيان والقيء عليهما. وأكدت التقارير أن حالتهما الصحية مستقرة ولا يوجد خطر على حياتهما. وأشارت الوكالة إلى أن السائحين نزلا في نفس الفندق الذي أقامت فيه العائلة الألمانية في منطقة السلطان أحمد التاريخية.

في سياق التحقيقات، صرح أحد مالكي الفندق لقناة "CNN Türk" بأن الفندق لا يقدم وجبات طعام ولا يضم مطعمًا، ويقتصر تقديمه على توفير المياه فقط. وقد قامت الفرق المختصة بأخذ عينات من مياه الشرب وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة. وكشفت التحقيقات أيضًا عن إجراء عملية تعقيم لإحدى الغرف في الطابق الأرضي باستخدام مواد كيميائية.

ألقت الشرطة التركية القبض على ثلاثة مشتبه بهم إضافيين، وهم أحد مسؤولي الفندق وشخصان شاركا في عملية التعقيم، مما رفع عدد الموقوفين في القضية إلى سبعة. وكانت السلطات قد أوقفت في وقت سابق أربعة أشخاص من باعة الحلويات والوجبات السريعة، من بينهم بائعو المحار المحشو وأطباق تعتمد على أمعاء العجل. ووفقًا لقناة "TRT"، يواجه هؤلاء تهمة "القتل غير المتعمد"، وجميعهم من أصحاب السوابق. كما أغلقت السلطات محلًا يُعتقد أن العائلة تناولت طعامًا منه.

على الرغم من أن المؤشرات الأولية تشير إلى احتمال حدوث تسمم غذائي، إلا أن النتائج المخبرية النهائية لم تصدر بعد لتحديد السبب الدقيق للوفاة. يذكر أن الأم وطفليها، البالغين من العمر ثلاثة وستة أعوام، قد توفوا في ظروف غامضة، بينما لا يزال الأب يتلقى العلاج في العناية المركزة في أحد مستشفيات إسطنبول.

وبحسب وكالة "أناضول"، فقد تم تشييع جثامين العائلة في ولاية أفيون غربي تركيا، بحضور عدد من أقارب الأسرة ومسؤولين محليين. وتعود أصول العائلة إلى تركيا. وأعرب أحد أعمام الأب خلال الجنازة عن صدمته من الحادث، مؤكدًا على ضرورة محاسبة المسؤولين: «من فعل ذلك يجب أن ينال عقابه».

وفي السياق ذاته، صرح مدير الصحة في إسطنبول عبر منصة "إكس" بأنه لم يتم تسجيل أي ارتفاع غير طبيعي في حالات التسمم الغذائي بالمدينة. وعلى الرغم من وجود أنظمة رقابية على المطاعم وباعة الأطعمة في تركيا، يشير خبراء إلى أن كثافة هذه الرقابة تكون ضعيفة في المناطق السياحية المزدحمة.

وتتكرر حوادث الاشتباه في التسمم الغذائي من حين لآخر، إذ شهدت ولاية قيصري وسط البلاد هذا الشهر نقل 80 طالبًا ومعلمًا إلى المستشفى بعد تناولهم "سجق بالخبز" خلال فعالية مدرسية. ويؤكد المعهد الاتحادي الألماني لتقييم المخاطر (BfR) أن التسممات الغذائية قد تنجم عن تكاثر الفطريات أو أنواع معينة من البكتيريا التي تنتج سمومًا، إضافة إلى السموم البحرية التي قد تحتويها الأسماك والمحار.

مشاركة المقال: