الخميس, 13 نوفمبر 2025 05:24 AM

بين حب البحر واحتمالية حب آخر: تأملات في الشجاعة والعلاقات

بين حب البحر واحتمالية حب آخر: تأملات في الشجاعة والعلاقات

بقلم: د. ريم حرفوش

ربما تحبني أنت، ولكنني أجد في البحر ما هو أعمق. لقد علمني البحر أن أكون أكثر شجاعة منك. كل يوم، أفتح نوافذه لأستقبل الصباح والشمس، بينما أنت... عند أفق الغياب، صحراء سراب وقطرة ماء، تبقى عطشاً تستجدي الارتواء. وأمامنا بحر، بكل ما فيه من ماء، لا يمكنه إطفاء ما بنا من اشتعال.

لست مختلفاً، ولكني خلقت منك استثناءً، نوعاً من الإدمان بنكهة النشوة، منقوشاً على دفاتري وجدراني وملامحي. طفل لاهٍ عابث على تخوم الصيف في شفتي، وضجيج العطر زوابع تثير فوضى المشاعر، بين هدوء وتحدٍ، تتهجى العيون رغباتنا.

لست ذكياً بما يكفي لإقناعي بالاستسلام، وأنا لكثرة حروب خضتها وحدي، ما عاد يهمني أن يتصالح بعضي مع ذاتي. فكيف أعقد معك هدنة سلام، وشواطئي لا يهدأ فيها الهدير، مشوهة، هشة في لحظة ضعفي، إعصار وبركان، أحتفل حتى الثمالة بهزائم أولد بعدها من جديد.

الحوار بيننا عقيم، مرسوم بالقلم والمسطرة والمنطق، هذا كل ما لديك. وأنا أراقص الجن والعفاريت، ومارد المصباح تركته في القمقم سجين، سئم محاولاته الفاشلة في إعدام مشاعري حتى في الأحلام. ضرب من المستحيل أن تظن أنك قادر على دخول بوابة التاريخ بمحاولاتك البائسة في إقناعي بالتغيير.

وأنا يا سيدي قد جعلوا ابتسامتي التي لا تعجبك طابع بريد، وصوتي الذي تفاوضني لإسكاته أجراس عيد، وكتاباتي التي لا تمل انتقادها تغير مجرى التاريخ. مسافات حروفي بلا حدود، وأسواري بلا حكام ولا قيود. هات يدك بعد السلام، دع قلبي يستوطن بين عينيك والراحات، نبض القلب والحنين بعيداً عن كل خلاف، سرب حمام يتوق ليعانق خد الورود، يتكسر الكبرياء.

تحبني؟ أحب البحر، وربما... أحبك؟ توقف عن السؤال، دع المسافة بين أصابعك وروحي تختصر كل ما يمكن أن يقال.

(أخبار سوريا الوطن 2-صفحة د. ريم)

مشاركة المقال: