أكدت الرئاسة الروسية، اليوم الثلاثاء، على سعي موسكو الحثيث لتعزيز العلاقات مع القيادة السورية الجديدة، وذلك في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين وأحمد الشرع خلال الشهر الماضي. بالتزامن مع زيارة الشرع إلى واشنطن، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، مؤكداً على عمق التعاون المستمر بين البلدين. وأشار بيسكوف إلى أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو كانت “ناجحة وذات مغزى للغاية”.
وأعرب بيسكوف عن أمل روسيا في استمرار تطور “المسار الثنائي بينها وبين سوريا بشكل مستقل ومتوازن”، مضيفاً أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثات موسعة حول هذه العلاقات. يذكر أن زيارة الرئيس الشرع لموسكو جرت في الـ 15 من الشهر الماضي، حيث تم بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاستراتيجي.
تأتي هذه التصريحات الروسية في وقت يزور فيه الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة الأمريكية واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب. وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات المتبادلة، وإلغاء العقوبات، وتشجيع الاستثمار، والتوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، وفقاً للمعلومات المتوفرة.
وفي سياق المباحثات الأخيرة، كشف الشرع لوسائل إعلام أمريكية أمس أن جزءاً من محادثاته مع الجانب الروسي في موسكو تركز على “تسليم المطلوبين، بمن فيهم بشار الأسد”. ومع ذلك، أشار الشرع إلى أن “موسكو لديها موقف مختلف” بخصوص هذا الملف، مؤكداً أن سوريا “أنشأت هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين بمن فيهم بشار الأسد”.
وتشير التحركات السورية الأخيرة إلى عملية واسعة لإعادة ترتيب العلاقات الدولية لدمشق. وفي هذا الإطار، يعتزم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، زيارة الصين في الأسابيع المقبلة، مما يعكس الأهمية التي توليها القيادة الجديدة لتعزيز الشراكات مع القوى الكبرى شرقاً وغرباً.