الإثنين, 10 نوفمبر 2025 10:23 PM

زيارة تاريخية: ترامب يستقبل الشرع في البيت الأبيض وسط تفاؤل بعودة سوريا إلى المسار الدبلوماسي

زيارة تاريخية: ترامب يستقبل الشرع في البيت الأبيض وسط تفاؤل بعودة سوريا إلى المسار الدبلوماسي

استقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في البيت الأبيض يوم الاثنين 10 تشرين الثاني، في لقاء مغلق عقد في الساعة 11 صباحًا بتوقيت واشنطن (السابعة مساءً بتوقيت دمشق).

وذكرت وكالة “رويترز” أن الشرع وصل إلى البيت الأبيض دون المراسم الرسمية المعتادة لاستقبال الزعماء الأجانب، ودخل من مدخل جانبي بعيدًا عن أعين الصحفيين، بدلًا من الباب الرئيسي للجناح الغربي.

وصفت إدارة الرئيس الأمريكي الزيارة بأنها “خطوة تاريخية” نحو إعادة دمشق إلى المسار الدبلوماسي بعد أكثر من عقد من الحرب والعزلة، وفقًا لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية إن الزيارة ستركز على التعاون في مكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية وتعزيز السلام والأمن الإقليميين.

وبحسب المسؤول نفسه، من المتوقع أن تعلن سوريا خلال الزيارة انضمامها رسميًا إلى التحالف الدولي لهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لتصبح العضو الـ 90 في هذا التحالف، وهي خطوة وصفتها واشنطن بأنها “محورية لإغلاق ملف الإرهاب في المنطقة” و”لوقف تدفق المقاتلين الأجانب”.

وأضاف المسؤول أن وزارات الخزانة والخارجية والتجارة الأمريكية ستصدر إعلانًا مشتركًا حول رفع بعض القيود الاقتصادية وتوضيح آليات الامتثال للمستثمرين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستسمح بإعادة افتتاح السفارة السورية في واشنطن بهدف “تعزيز التنسيق في ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد”.

وأكد أن الإدارة قررت تعليق تطبيق قانون “قيصر” لمدة 180 يومًا، مع دعوة الكونجرس إلى إلغائه بشكل دائم “لفتح الطريق أمام النمو الاقتصادي”، موضحًا أن إدارة ترامب “تؤيد الإلغاء الكامل للقانون بما يتماشى مع سياسة الرئيس القاضية بإنهاء العقوبات وتهيئة بيئة استثمارية جديدة في سوريا”.

النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا، آبي حمادة، الذي زار دمشق في آب الماضي، قال إن الزيارة تمثل “فرصة لإنهاء سنوات من سفك الدماء”، مشيرًا إلى أنه ذهب إلى دمشق “للتأكد من عدم نسيان الأمريكيين المفقودين مثل كايلا مولر، وللدعوة إلى توسيع (اتفاقيات أبراهام)، ولحث القيادة السورية الجديدة على إشراك الأقليات كالدروز والمسيحيين والأكراد وحماية حقوقهم”.

وأوضح حمادة أنه كتب فقرة في قانون الدفاع الوطني (NDAA) تتعلق بتقييم إمكانية بناء شراكات دفاعية مع الحكومة السورية الجديدة، مضيفًا: “علينا أن نضمن ألا يعود تنظيم (الدولة) أو النفوذ الإيراني إلى المنطقة، وأن نحافظ على مسافة آمنة من الروس والصينيين”.

وكان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، قال في وقت سابق إن الأولوية في سوريا حاليًا هي للملف الاقتصادي، وهو ما ستركز عليه زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى واشنطن، مشيرًا إلى العقوبات الأمريكية وأهمية رفعها.

وأضاف علبي في حديث إلى قناة “العربية” السعودية، أن النقاشات بين سوريا وإسرائيل ما زالت مستمرة، والاتفاقات الأمنية المتعلقة بالنقاط الحدودية، مثل المساحات وعدد الجنود بالإضافة إلى المخاوف الأمنية للطرفين، هي جوهر هذه النقاشات.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم هذه النقاشات، وفي الأمم المتحدة هناك حديث عن عودة إسرائيل إلى اتفاق 1974، الذي هو موضوع أساسي في مجلس الأمن، “هذه هي نقطة البداية بالنسبة لنا”.

“لا نتحدث هنا عن قضايا إسرائيلية فقط، بل عن تحقيق الاستقرار والسلام والأمن للسوريين، حتى نتمكن من مواصلة عملية إعادة البناء التي بدأناها بعد التحرير”، بحسب علبي، معتبرًا أنه إذا تم الوصول إلى اتفاق، سيتم الإعلان عنه مباشرة للشعب السوري.

الشرع في واشنطن

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 8 تشرين الثاني، وهي الزيارة الثانية لأمريكا، حيث كانت زيارته السابقة للمشاركة في أعمال القمة الـ 80 للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال الرئيس السوري خلال لقائه ممثلي المنظمات السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، إن العقوبات المفروضة على سوريا في مراحلها الأخيرة، داعيًا إلى مواصلة العمل حتى رفعها بالكامل، معتبرًا أن الفرصة المتاحة أمام السوريين اليوم هي فرصة “نادرة” ينبغي استثمارها.

مندوب سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أكد خلال مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، في 4 تشرين الثاني، أن زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ستكون “حدثًا غير مسبوق ونقلة نوعية في السياق الدبلوماسي”.

وهذا اللقاء بين الشرع وترامب هو الثالث، بعد لقاء في الرياض، برعاية الأمير محمد بن سلمان في 14 أيار الماضي، ولقاء آخر في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 25 أيلول الماضي.

مشاركة المقال: