الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 12:06 AM

كديران تستغيث: تدهور الخدمات يهدد حياة أكثر من 10 آلاف نسمة في ريف الرقة

كديران تستغيث: تدهور الخدمات يهدد حياة أكثر من 10 آلاف نسمة في ريف الرقة

تشهد قرية كديران الواقعة في ريف الرقة الغربي، والمطلة على بحيرة سد الحرية (المعروف سابقاً بسد البعث)، تدهوراً ملحوظاً في الخدمات الأساسية، مما فاقم من معاناة سكانها الذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف نسمة. يطالب الأهالي الجهات المعنية بالتدخل الفوري لتحسين مستوى الخدمات في القرية، التي تعتبر من أكبر وأهم قرى المنطقة.

تعتبر الطرق الداخلية من أبرز المشاكل التي تواجه السكان يومياً، حيث تحولت معظم شوارع القرية إلى طرق ترابية تثير الغبار في الصيف وتغرق في الوحل خلال الشتاء، مما يعيق حركة السكان والمركبات ويصعب وصول الطلاب إلى مدارسهم. وفي تصريح لموقع سوريا 24، قال أبو عبد الله، أحد وجهاء القرية: "الطرق في معظم أنحاء القرية غير معبدة منذ سنوات، وعلى الرغم من مطالباتنا المتكررة للجهات المعنية، لم نشهد أي تحسن ملموس حتى الآن. هذا الوضع يزيد من معاناة السكان، خاصة في فصلي الشتاء والصيف."

بالإضافة إلى سوء الطرق، تعاني كديران من غياب شبكة صرف صحي متكاملة، مما يؤدي إلى تسرب مياه الصرف الصحي بالقرب من المنازل، مسبباً روائح كريهة ومخاطر صحية متزايدة. وقالت فاطمة العبد الله، وهي من سكان القرية، لموقع سوريا 24: "إن افتقار القرية إلى نظام صرف صحي منظم يتسبب في تجمع المياه الملوثة بالقرب من المنازل، مما يهدد صحة الأهالي، وخاصة الأطفال. نحن نعيش في ظروف بيئية صعبة تتطلب معالجة عاجلة."

كما تزيد مشكلة تراكم النفايات من تدهور الوضع الخدمي، حيث تتكدس القمامة عند مداخل القرية بسبب عدم وجود آلية منتظمة لجمعها أو حاويات مناسبة، مما يؤدي إلى انتشار الروائح والحشرات والقوارض التي تهدد الصحة العامة. وذكر الشاب علي الحسن لموقع سوريا 24: "أصبحت مداخل القرية مليئة بالنفايات بسبب غياب الحاويات وآلية جمع القمامة المنتظمة. هذا الوضع يضر بالصحة العامة ويشوه المظهر العام للقرية."

على الرغم من الموقع الاستراتيجي للقرية المطل على بحيرة سد الحرية وكونها نقطة وصل مهمة بين منطقتي الشامية والجزيرة السورية، فإن غياب الخدمات الأساسية يعيق التنمية المحلية ويحد من فرص تحسين الظروف المعيشية للسكان. لذلك، يأمل الأهالي أن تسرع الجهات الرسمية في تنفيذ مشاريع خدمية عاجلة تشمل تعبيد الطرق، وإنشاء شبكة صرف صحي متكاملة، وتفعيل خطة دائمة لجمع النفايات، مما يسهم في رفع مستوى الخدمات وتحسين نوعية الحياة في القرية.

إن معاناة قرية كديران تعكس التحديات التي تواجه الريف السوري في مجال الخدمات العامة، مما يستدعي تضافر جهود المجتمع المحلي مع السلطات المعنية لإيجاد حلول مستدامة تضمن بيئة صحية ومعيشة كريمة لأهالي القرية.

مشاركة المقال: