الأحد, 9 نوفمبر 2025 04:35 PM

زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن: تحول تاريخي في العلاقات السورية الأمريكية

زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن: تحول تاريخي في العلاقات السورية الأمريكية

أكد وائل علوان، المدير التنفيذي في “مركز جسور للدراسات”، أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن تمثل تجسيداً للتموضع الجديد لسوريا على الساحة الدولية. وتعد هذه الزيارة تاريخية كونها الأولى لرئيس سوري إلى واشنطن، حيث وصل الرئيس الشرع يوم أمس السبت، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

تأتي هذه الزيارة في أعقاب سلسلة من النجاحات الدبلوماسية السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي، مما أدى إلى انفتاح سوريا الجديدة على محيطها العربي والإقليمي والدولي. وقد قام الرئيس الشرع بزيارات إلى العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية في أيلول الماضي، حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وألقى كلمة والتقى أيضاً بالرئيس ترامب.

وفي تصريح لـ”الوطن”، أوضح علوان أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن تعكس التحول الكامل لسوريا من دولة متموضعة في المحور الشرقي وموالية للدول المناهضة للولايات المتحدة وحلفائها، إلى دولة حليفة لأميركا وحلفائها. وأشار إلى أن سوريا في عهد النظام البائد كانت تصنف باستمرار من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا كدولة راعية للإرهاب والفوضى في المنطقة.

ووفقاً لما أعلنه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، من المتوقع أن توقع دمشق خلال هذه الزيارة اتفاقاً للانضمام إلى “التحالف الدولي” الذي تقوده أميركا ضد تنظيم «داعش». وأكد علوان أن الرئيس الشرع هو أول رئيس سوري يزور واشنطن، وأن العلاقة بين البلدين ستكون علاقة شراكة تحت مظلة “التحالف الدولي” لمكافحة الإرهاب.

وأضاف علوان أن سوريا ستكون الشريك المحلي والإقليمي الرئيسي لمكافحة الإرهاب في المنطقة، مستبعداً أي انسحاب أميركي من سوريا. وأوضح أن الولايات المتحدة ستعتمد على شراكتها مع الحكومة السورية لضمان استقرار المنطقة، مما سينعكس إيجاباً على مصالح الحكومة والشعب السوري، بدءاً برفع العقوبات وصولاً إلى تحقيق المصالح المشتركة مع أميركا وحلفائها.

وأشار المدير التنفيذي في مركز “جسور” إلى استمرار عملية فرض الاستقرار في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، ولاسيما دول الخليج العربي وتركيا، مؤكداً أن هذه العملية تتطلب شراكة حقيقية مع سوريا، وهو ما لم يكن النظام البائد مستعداً له. لذلك، واجهت سوريا استحقاق الانتقال السياسي الكبير بانهيار النظام البائد وتشكيل حكومة سورية جديدة تعيد تموضع سوريا وتعريف علاقاتها الخارجية بما ينسجم مع مصالحها ومصالح الاستقرار والازدهار فيها.

وتسعى الحكومة السورية إلى تأمين تمويل لإعادة إعمار البلاد التي دمرت الحرب أجزاء كبيرة منها، والتي قدر الرئيس الشرع كلفتها ما بين 600 و 900 مليار دولار. وقبل أيام من زيارته إلى واشنطن، وبعد رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه، شطبت الولايات المتحدة اسم الرئيس الشرع من قائمة العقوبات.

ومن المتوقع أن يركز الرئيس الشرع في مباحثاته مع الرئيس ترامب على رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، بالإضافة إلى مناقشة المفاوضات بين دمشق وإسرائيل. وكان الرئيس الشرع قد أعلن في أيلول الماضي أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني تنسحب بموجبه إسرائيل من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

وسبق لترامب أن التقى الرئيس الشرع خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية في أيار الماضي، وكشف عن تحول كبير في السياسة الأميركية، قائلاً إنه سيرفع العقوبات الأميركية عن سوريا. وأشاد الرئيس ترامب بالرئيس الشرع، قائلاً: «أعتقد أنه يبلي بلاء حسناً للغاية. إنها منطقة صعبة، وهو رجل قوي، لكن الأمور بيننا جيدة للغاية. وقد جرى إحراز تقدم كبير مع سوريا».

وقبل وصوله إلى واشنطن، شارك الرئيس الشرع في مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) في البرازيل.

مشاركة المقال: