أكد الدكتور عبد الحكيم حسين المصري، وزير الاقتصاد السابق في الحكومة السورية المؤقتة، أن مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ الثلاثين (COP30) في البرازيل، تمثل "فرصة تاريخية" لعودة سوريا إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة السياسية والدبلوماسية.
وأوضح المصري أن مؤتمرات المناخ، التي بدأت منذ قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992، تهدف إلى وضع سياسات عالمية للحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي. وأشار إلى أن المؤتمر الثلاثين سيجمع قادة الدول ومنظمات دولية وهيئات بيئية، مما يعزز فرص الحوار والتعاون الدولي.
المصري: المشاركة السورية خطوة نحو كسر العزلة والانفتاح على العالم
مشاركة سوريا ودلالتها السياسية
أكد الدكتور المصري أن مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ تحمل دلالات سياسية مهمة، إذ تعبّر عن رغبة النظام السوري في كسر العزلة التي فرضها على نفسه نتيجة السياسات الخاطئة والعلاقات المتوترة مع المجتمع الدولي. وأضاف أن المؤتمر يمثل منبرًا للرئيس السوري للالتقاء بزعماء العالم، وإلقاء خطاب يوضح فيه أن سوريا تسعى إلى الانفتاح على المجتمع الدولي وتقديم رؤية جديدة تتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة.
البعد البيئي والاقتصادي
وتحدث المصري عن نتائج المؤتمر السابق (COP29)، حيث أقر المجتمع الدولي تخصيص 300 مليار دولار سنويًا لمساعدة الدول النامية على مواجهة آثار التغير المناخي. وأشار إلى أن سوريا يمكن أن تستفيد من هذه المبادرات في إطار إعادة إعمار البيئة السورية، خاصة في المناطق المتضررة من قطع الأشجار والتدهور البيئي. وأكد أن هذه فرصة لسوريا للمطالبة بحصتها من الدعم الدولي لإعادة تأهيل بيئتها وتحسين مواردها الطبيعية، مشيرًا إلى أن الحفاظ على البيئة أصبح قضية دولية محورية.
وخلص المصري إلى أن مؤتمر المناخ الثلاثين ليس مجرد مناسبة بيئية، بل منصة سياسية وإنسانية تُتيح لسوريا فرصة العودة التدريجية إلى المجتمع الدولي عبر التعاون البيئي والتنمية المستدامة، مشددًا على ضرورة استثمار هذه الفرصة لإصلاح الداخل والانفتاح على العالم بمسؤولية وشفافية.