الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 01:24 PM

حملة أمنية واسعة في سوريا: اعتقال شخصيات نافذة بتهم فساد وجرائم حرب

حملة أمنية واسعة في سوريا: اعتقال شخصيات نافذة بتهم فساد وجرائم حرب

شهدت محافظتا اللاذقية ودرعا عمليات أمنية استهدفت شخصيات نافذة كانت جزءًا من النظام السابق، بمن فيهم ضباط وعناصر أمن وعسكريون. تأتي هذه العمليات في إطار حملة مستمرة تستهدف قادة مجموعات محلية متهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين خلال سنوات الصراع.

أكدت وزارة الداخلية أن هذه الجهود تهدف إلى "تكثيف ملاحقة المتورطين في أنشطة إجرامية وعمليات تستهدف الأمن والاستقرار".

توقيف شخصيات مرتبطة ببشار طلال الأسد

أعلنت وزارة الداخلية عن إلقاء القبض على صقر سهيل محلا وهياج كامل إبراهيم في محافظة اللاذقية، وذلك بعد عملية رصد ومتابعة أمنية. وصفت الوزارة الموقوفين بأنهما من "رؤوس العصابات" التابعة لبشار طلال الأسد، ومتورطين في جرائم مثل تجارة المخدرات، السرقة والسطو المسلح، القتل، واستهداف مواقع عسكرية وأمنية خلال أحداث آذار الماضي. تم تحويل الموقوفين إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية، في خطوة تعكس إنهاء نفوذ مجموعات كانت تتمتع بحماية النظام لسنوات.

القبض على اللواء نائف صالح درغام

في عملية أخرى بتاريخ 27 تشرين الأول، ألقت قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب القبض على اللواء المتقاعد نائف صالح درغام من ريف اللاذقية الشمالي. شغل درغام سابقًا منصب النائب العام العسكري، المرتبط بالمحاكم العسكرية والميدانية التي وثقت منظمات حقوقية انتهاكات واسعة ارتُكبت عبرها خلال سنوات الحرب. كما تم توقيف آصف محسن يونس، الذي عمل محققًا في مفرزة أمن الدولة بجبلة، وسط احتفالات شعبية لارتكابه جرائم حرب بحق مدنيين. بالإضافة إلى ذلك، ألقت قوى الأمن القبض على العقيد المتقاعد صالح عوض المقداد من درعا، الذي ارتبط اسمه بالقتال في صفوف الفرقة 25 بقيادة سهيل الحسن، والمتورطة في عمليات قتل وإبادة بحق مدنيين.

تفكيك خلايا في الساحل مرتبطة بشخصيات نافذة

أعلنت وزارة الداخلية عن تنفيذ عمليات أمنية لتفكيك خلايا "إرهابية وإجرامية" متورطة في استهداف حواجز الأمن والجيش، وتنفيذ اغتيالات وخطف، وتهديد مواقع حكومية، وإشاعة الفوضى والشائعات. ووفقًا لمصادر أمنية محلية، تضم الخلايا شخصيات من الساحل، أبرزها خلايا تتبع نَمير بديع الأسد، ومجموعات مرتبطة بمحمد جابر ورامي مخلوف. تأتي هذه الإجراءات بعد اعتقال نمير الأسد منتصف تشرين الأول في ريف اللاذقية، إلى جانب شخصيات أخرى مثل وسيم الأسد وعاطف نجيب، وجميعهم ارتبطت أسماؤهم بانتهاكات وامتيازات خلال حقبة النظام السابق.

طرطوس… عمليات أمنية واسعة

نفذت وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الدفاع حملة أمنية في محافظة طرطوس إثر مقتل عنصرين من قوى الأمن الداخلي. وقال العقيد عبد العال عبد العال، قائد الأمن الداخلي في المحافظة، إن وحدات "المهام الخاصة" و"الفرقة 56" التابعة لقوات الأمن والجيش استهدفت مجموعات خارجة عن القانون، كما أعلن عن توقيف خلية من ثلاثة أشخاص، هم: غالب صالح، حيدر شداد، ومحمد رفيق، جميعهم من ريف بانياس، واتُهموا بتنفيذ هجمات تهدد الأمن المحلي. تشير هذه التطورات إلى تقدم مستمر في فرض الأمن وتفكيك الشبكات التي كانت تتبع للنظام السابق لعقود، مع تقدم في إنهاء ملف المجموعات المسلحة بعد انتهاء الحرب وسقوط الأسد.

مشاركة المقال: