الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 11:33 AM

كيف يعزز التحليل الإحصائي استقرار النظام المصرفي السوري؟

كيف يعزز التحليل الإحصائي استقرار النظام المصرفي السوري؟

سناء عبد الرحمن: يواجه القطاع المصرفي السوري تحديات جمة، تتجاوز الأوضاع الاقتصادية الراهنة، لتشمل الاستغلال الأمثل والآمن للبيانات المالية المتاحة. ففي عصر يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، يبرز التحليل الإحصائي للبيانات الضخمة كأداة حيوية لضمان استقرار النظام المصرفي.

تمتلك البنوك السورية مخزوناً هائلاً من البيانات المتعلقة بالحسابات، والمدفوعات، والقروض، والشيكات المرتجعة، وشكاوى العملاء، بالإضافة إلى بيانات السوق والاقتصاد الكلي. إلا أن الاستفادة المثلى من هذه البيانات تتطلب تقنيات متطورة لتحليلها وتفسيرها.

وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور خضر العكاري، الباحث والمحاضر في الإحصاء والاقتصاد القياسي، في تصريح خاص لصحيفة الثورة، على أهمية استخدام الأدوات الإحصائية الحديثة لتعزيز استقرار القطاع المصرفي السوري، مشيراً إلى أن البنوك السورية تملك كنزاً من البيانات غير المستغلة.

ويوضح الدكتور العكاري أنه من خلال التحليل الإحصائي المتقدم، يمكن تحويل هذه البيانات إلى أداة استراتيجية تدعم القرارات المالية وتقلل من المخاطر. ويضيف أن استقرار النظام المصرفي يجب أن يعتمد على أدوات علمية مدروسة، وعلى رأسها التحليل الإحصائي للبيانات، وليس فقط على الشعارات والتصريحات.

ويضيف العكاري أن البيانات المالية، إذا جُمعت ونُظمت بشكل منهجي وآمن، يمكن أن تكون مؤشراً دقيقاً لقياس الأداء المالي للبنوك. ومن خلال التحليل الإحصائي، تتحول هذه البيانات إلى مؤشرات حيوية تساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية في الوقت المناسب، مما يعزز قدرة البنوك على تحديد المخاطر المحتملة ومواجهتها بشكل استباقي، ويساهم في تحسين قدرتها على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية.

ويشير الدكتور العكاري إلى أن التجارب الدولية أظهرت أهمية استخدام أدوات تكنولوجية متقدمة، مثل “SupTech” (التكنولوجيا التنظيمية) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. تمكن هذه الأدوات هيئات الإشراف من مراقبة سلوك البنوك بدقة والحد من المخاطر من خلال التحليلات المؤتمتة، مما يساعد على التنبؤ بالمخاطر، مثل ضغوط السيولة أو تعثر البنوك الصغيرة، قبل تفاقمها إلى أزمة.

وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها هذه الأدوات، يشير العكاري إلى وجود تحديات يجب معالجتها، مؤكداً على ضرورة وضع إطار حوكمة صارم عند تطبيق الذكاء الاصطناعي في البنوك لتجنب مخاطر مثل “سلوك القطيع”، حيث قد تتبع البنوك نماذج متشابهة دون مراعاة لظروفها الخاصة.

ويشدد على ضرورة أن يواكب هذه التحولات الرقمية رقابة دقيقة وحوكمة محكمة لضمان بقاء النماذج المستخدمة شفافة وقابلة للتدقيق.

ويختتم الدكتور العكاري بالتأكيد على أهمية وضع إطار حوكمة قوي يضمن إدارة فعالة لمخاطر النماذج التكنولوجية، والتأكد من أن استخدام هذه الأدوات لا يؤثر سلباً على استقرار النظام المصرفي، مبيناً أن ضمان الشفافية في عملية تطبيق هذه الأدوات سيعزز الثقة في القطاع المصرفي ويساهم في الحفاظ على استقراره على المدى الطويل.

وختاماً، يمكن القول إن التحليل الإحصائي للبيانات المالية باستخدام أدوات متقدمة، كالذكاء الاصطناعي، يلعب دوراً كبيراً في تعزيز استقرار البنوك السورية. فمن خلال تطوير استراتيجيات تعتمد على البيانات المدروسة بعناية، يمكن للمصارف ضمان استقرارها المالي وتقليل المخاطر المحتملة، مما يساهم في استدامة القطاع المصرفي في مواجهة التحديات المستقبلية. (اخبار سوريا الوطن 1-الثورة)

مشاركة المقال: