الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 02:13 AM

سوريا تنطلق نحو العالمية: الرئيس الشرع في البرازيل لتعزيز دبلوماسية الانفتاح

سوريا تنطلق نحو العالمية: الرئيس الشرع في البرازيل لتعزيز دبلوماسية الانفتاح

تستهل سوريا مرحلة جديدة في تفاعلها الدولي، حيث يتوجه الرئيس أحمد الشرع إلى البرازيل يوم الأربعاء للمشاركة في المؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ “COP30”. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى أمريكا اللاتينية منذ التحرير، ما يضفي عليها أهمية خاصة.

لا تقتصر أهمية الزيارة على الجوانب البيئية والرمزية، بل تتعداها لتمثل تحولاً نوعياً في السياسة الخارجية السورية، وتعكس رغبة جادة في توسيع نطاق العلاقات الدولية، وإعادة سوريا كفاعل مؤثر في قضايا الجنوب العالمي والتنمية المستدامة.

بعد سنوات من التحديات، تسعى دمشق بخطوات واثقة نحو دبلوماسية الانفتاح والتوازن. ومشاركة الرئيس الشرع في مؤتمر عالمي بهذا الحجم، تدل على أن سوريا تنظر إلى العلاقات الخارجية بمنظور المبادرة والشراكة، وليس فقط الدفاع والبقاء.

وتهدف القيادة السورية، حسب مصادر مطلعة، إلى استخدام قضايا المناخ والبيئة كأداة سياسية جديدة لإعادة البلاد إلى الساحة الدولية من خلال التعاون الإنساني والتنموي، بعيداً عن الانقسامات السياسية التي طغت على المشهد في العقد الأخير.

يحمل الرئيس الشرع إلى البرازيل مشروعاً طموحاً بعنوان “شراكة خضراء بين الفرات والأمازون”، يربط بين نظامين بيئيين حيويين في الشرق والغرب. وتعكس هذه المبادرة توجهاً جديداً في الدبلوماسية السورية، يجمع بين الوعي البيئي والهوية الوطنية، ويقدم رؤية لسوريا كدولة منفتحة تسعى إلى تعاون قائم على العدالة البيئية والتنمية المشتركة.

من المتوقع أن يركز الخطاب الذي سيلقيه الرئيس في المؤتمر على الأضرار البيئية التي خلفتها الحرب، ويؤكد أن إعادة الإعمار في سوريا تمثل نهضة إنسانية وبيئية متكاملة. وتسعى القيادة السورية إلى تحويل ملف المناخ إلى قضية أخلاقية وسياسية تعكس مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها وكوكب الأرض.

تؤكد زيارة الرئيس الشرع أن السياسة السورية تتجه نحو آفاق أوسع تشمل أمريكا اللاتينية ودول الجنوب العالمي. ومن المتوقع أن يضع اللقاء المرتقب بين الرئيس الشرع ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أسس تعاون طويل الأمد بين البلدين في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة وإدارة الموارد المائية، مما يعزز مكانة سوريا في التحالفات الدولية الجديدة.

تمثل مشاركة سوريا في مؤتمر المناخ هذا العام نهاية لمرحلة الانغلاق، وبداية لمرحلة الانفتاح والعمل المشترك. فمن الفرات إلى الأمازون، ترسم دمشق خريطة طريق لسوريا أكثر توازناً وفاعلية، تتحدث بلغة المستقبل، وتبني حضورها على أسس العلم والبيئة والشراكة الدولية.

مشاركة المقال: