الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 04:01 AM

جدل في دمشق: طرد الشيخ محمد الشعال من مسجدين يثير استنكاراً واسعاً

جدل في دمشق: طرد الشيخ محمد الشعال من مسجدين يثير استنكاراً واسعاً

أثار طرد الداعية السوري محمد خير الشعال من مسجدين في ريف دمشق خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والاجتماعية. وتراوحت الاتهامات الموجهة إليه بين الخلفية المذهبية ومواقفه خلال سنوات الحرب.

يعرف الشيخ الدكتور محمد الشعال بأنه عالم دين وطبيب أسنان سوري، وُلد في دمشق عام 1970، ويجمع بين التخصص الشرعي ومهنة الطب، ويُعدّ من الوجوه الدعوية والإعلامية البارزة في العاصمة.

وفقاً لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، طُرد الشعال من مسجد في بلدة قارة بسبب انتمائه للمذهب الأشعري، بينما اتهمه آخرون في مسجد ثانٍ بحرستا بأنه كان من بين من “التزموا الصمت إزاء جرائم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد”، ولم يُعلن موقفاً واضحاً من “الإبادة التي تعرض لها الشعب السوري على يد جيش النظام”.

في مقطع فيديو متداول من بلدة قارة، ظهر الشعال أثناء محاضرته عن “الألفة بين المسلمين”، ليُقاطعه أحد الحاضرين قائلاً: “كلمة سلفي”. وسرعان ما تحوّل المشهد إلى اعتداء لفظي قبل أن يُطلب منه مغادرة المسجد.

أثارت هذه الوقائع موجة استنكار واسعة من تلاميذ الشيخ وأهالي دمشق، الذين وصفوا ما حصل بأنه “اعتداء على التنوّع الديني” و”محاولة لفرض وصاية فكرية” على المشهد الديني في العاصمة. وأشار طلابه إلى أنه ظلّ يُدرّس في مساجد دمشق دون أن يُثير أي خلاف مذهبي، وأن محاضراته كانت تجمع بين أتباع المذاهب المختلفة.

أكّد تلاميذ الشيخ أن “الإسلام الدمشقي عُرف عبر التاريخ بالاعتدال والتسامح”، معتبرين أن استهداف شخصيات مثل الشعال “لا يستهدفه وحده، بل يستهدف هوية دمشق الدينية والاجتماعية بأكملها”.

من جهتهم، عبّر موالون للحكومة السورية الجديدة عن استيائهم من استمرار وجود شخصيات دينية “لم تدن جرائم النظام السابق علناً ولم تُبدِ موقفاً صريحاً من القمع الذي مارسه”.

حذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان من أن “استمرار مثل هذه الاعتداءات يمثل تهديداً صريحاً لحرية العبادة، ويزيد من الانقسامات الطائفية والمذهبية في الريف الدمشقي”.

رداً على الحملة المتصاعدة ضده، أصدر الشعال بياناً توضيحياً قال فيه: “عذراً لكل مكلومٍ ثائر ومرابط صابر آلمه يوماً قولي أو فعلي”. وأوضح أن الدعاة “كانوا يُخرسون النظام البائد تحت الضغط والتهديد”. وأشار إلى أنه واجه “مخاطر حقيقية”، كاشفاً أن النظام “اعتقل أخاه، وقتل عدداً من أقاربه، وفخّخ سيارته، وأصدر بحقه قرار اعتقال في فرع فلسطين”.

كما لفت الشعال إلى أنه ساعد “عدداً من الشباب على تجنّب الالتحاق بجيش النظام”، وساهم في “تسهيل سفر بعضهم”. وأكد أن قراره بالبقاء في دمشق جاء “لِمواساة الناس وتعليمهم ودعمهم”. (EURONEWS)

مشاركة المقال: