أعلن رؤساء الطوائف المسيحية في الجزيرة والفرات عن التوصل إلى اتفاق مع "هيئة التربية والتعليم" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، يسمح لمدارس الكنائس بالاستمرار في تدريس مناهج وزارة التربية السورية خلال العام الدراسي 2025-2026.
أفاد بيان صادر عن مجلس الكنائس في الجزيرة والفرات، الأحد 2 من تشرين الثاني، بأن هذا الاتفاق جاء بعد مشاورات مطولة بين الطرفين. وأشار البيان إلى أن الدوام الرسمي في هذه المدارس سيبدأ يوم الاثنين 3 من تشرين الثاني.
عبّر البيان عن شكره للجهات التي ساهمت في تحقيق هذا الاتفاق، وعلى رأسها قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، تقديرًا لجهوده في تفهم "خصوصية وضع الكنائس ومؤسساتها التربوية والاجتماعية".
أكد رؤساء الطوائف المسيحية حرصهم على نشر "المحبة والعدالة والمساواة بين جميع أبناء سوريا"، ودعوا إلى تفعيل اتفاق 10 من آذار بين الدولة السورية و"الإدارة الذاتية"، بما يضمن الأمن والسلام في كافة الأراضي السورية.
يذكر أن "الإدارة الذاتية" كانت قد أغلقت مدارس مسيحية تابعة للسريان والأرمن في مناطق سيطرتها في 30 من أيلول الماضي. كما اقتحمت "قوات الأمن الداخلي" (أسايش) خمس مدارس خاصة تابعة للمكون المسيحي في مدينة القامشلي، وأغلقتها بالقوة بعد إخراج الإداريين والطلاب منها.
جاء الإغلاق نتيجة لرفض رؤساء الكنائس المسيحية فرض مناهج "الإدارة الذاتية" على مدارسهم، وإصرارهم على الاستمرار في تدريس المنهاج الحكومي السوري.
طالب أبناء الديانة المسيحية "الإدارة الذاتية" بالتراجع عن هذه القرارات، مؤكدين أن مطالبهم تستند إلى حقوق إنسانية ودستورية، وليست مجرد امتيازات طائفية.
شملت قرارات الإغلاق عددًا من المدارس والكليات الخاصة، منها مدرسة مار قرياقس (السريان الأرثوذكس)، مدرسة السلام (الأرمن الكاثوليك)، مدرسة ميسلون (البروتستانت)، مدرسة فارس الخوري (الآشوريين)، مدرسة الاتحاد (الأرمن الأرثوذكس)، ومدرسة الأمل بالحسكة التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية.
اتهمت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية "قسد" بإغلاق المدارس التابعة للطوائف المسيحية في منطقة الجزيرة شمال شرقي سوريا، بسبب رفضها اعتماد المناهج الدراسية التي تفرضها الإدارة الذاتية.
أكد المطران مار موريس عمسيح، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في 7 من تشرين الأول الماضي، أن الأبرشية "ترفض بشكل قاطع فرض مناهج قسد أو أي مناهج غير معترف بها رسميًا"، مشيرًا إلى أن المدارس التابعة للطوائف المسيحية، والبالغ عددها نحو 35 مدرسة "لن تعتمد سوى المنهاج الصادر عن وزارة التربية السورية والمعترف به دوليًا".
أوضح المطران أن الحوار بين الأبرشية و"قسد" استمر لأكثر من شهر، حيث عرضت الأخيرة خيارين فقط أمام المدارس، هما اعتماد منهاج "الإدارة الذاتية" أو منهاج "يونيسف"، دون ترخيص من وزارة التربية في دمشق، معتبرًا أن "هذا الأمر مرفوض تمامًا لأنه يهدد مستقبل الطلاب ويعرض المدارس لفقدان تراخيصها".
أشار عمسيح إلى أن بعض مدارس الأبرشية يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام، وتعتمد الشهادات السورية الرسمية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وتضم طلابًا من مختلف المكونات السورية من عرب وأكراد وآشوريين وإيزيديين وغيرهم.
عنب بلدي