الإثنين, 3 نوفمبر 2025 02:46 PM

ترامب يهدد بوقف المساعدات لنيجيريا بسبب العنف ضد المسيحيين: تفاصيل وتداعيات

ترامب يهدد بوقف المساعدات لنيجيريا بسبب العنف ضد المسيحيين: تفاصيل وتداعيات

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف جميع المساعدات والمعونات المقدمة إلى نيجيريا إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين. وأضاف ترامب أنه قد يتم التوجه إلى نيجيريا بقوة للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة، ووجه وزارة الحرب للاستعداد لأي عمل محتمل، مؤكداً أنه إذا تعرض المسيحيون للهجوم، فسيتم الرد بسرعة وشراسة.

يبدو أن أعضاء الكونغرس، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري إدوارد رفائيل كروز (تيد كروز)، كان له دور أساسي في تصريحات ترامب. ولد كروز في 22 كانون الأول 1970 في كالغاري، كندا، لأم أميركية وأب من أصل كوبي. انتقل مع عائلته إلى هيوستن، تكساس، في سن الرابعة.

يعتبر كروز من أبرز وجوه اليمين المحافظ في أميركا، ويتميز بفصاحته وأسلوبه الواضح. يعتمد في استراتيجيته السياسية على دعم التيارات الدينية المحافظة داخل الحزب الجمهوري، ويُتهم باستغلال غضب الأميركيين من النخبة السياسية للمزايدة الإعلامية في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية.

أعلن كروز ترشحه للرئاسة في آذار 2015، واحتدمت المنافسة بينه وبين ترامب للفوز بترشيح الجمهوريين. ينتقد كروز سياسة الرئيس السابق باراك أوباما المتعلقة بالضرائب، ويعارض مشروع الرعاية الصحية، ويدافع عن المسيحيين الأميركيين وحق الأميركيين في امتلاك السلاح.

على الصعيد الخارجي، وعد كروز بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويعارض استقبال اللاجئين السوريين، ويطالب بإعادة توطينهم في بلدان عربية وإسلامية. كما يعارض التدخل العسكري الأميركي في سوريا، ويطالب بإقامة منطقة حظر طيران شمال سوريا وتسليح الأكراد لمواجهة تنظيم الدولة.

يعتبر كروز مدافعا قويا عن إسرائيل، ويعارض الاتفاق النووي مع إيران، ويصف التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا بأنه خطأ مأساوي. وقد أثير جدل حول أهليته للترشح للرئاسة لكونه ولد في كندا، إلا أن وسائل الإعلام الأميركية أفادت بأنه تخلى عن جنسيته الكندية في 14 أيار 2014.

بالعودة إلى المسألة النيجيرية، أصدر كروز بيانا يشكر فيه ترامب على تدخله في نيجيريا، ويطالب بمشروع قانون في الكونغرس يعاقب المسؤولين النيجيريين المسؤولين عن استهداف المسيحيين. يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يظهر فيها ترامب غضبه مما يجري في نيجيريا، حيث يتم استهداف المسيحيين في عمليات مسلحة بين القوات الحكومية ومسلحين تقول الولايات المتحدة إنهم مجموعات إسلامية إرهابية.

لترامب أسلوب مماثل في مواجهة المسائل الدولية الشائكة، وقد رفضت نيجيريا أن تكون وجهة لترحيل مواطنين من دول ثالثة إليها. كما توجد نقاط خلاف بين الولايات المتحدة وأبوجا في هذا الشأن. ونيجيريا من الدول التي أدرجها ترامب على قائمة مراجعة شروط ومحددات الدخول بالنسبة إلى الزوار والأعمال.

يرى ترامب أن من مسؤولية الولايات المتحدة حماية المسيحيين في حريتهم في ممارسة معتقداتهم الدينية، ويتماشى ذلك مع سياسة محاربة العداء للمسيحيين.

نيجيريا هي من أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي في العالم، ولترامب علاقة خاصة مع الدول النفطية التي لا تعتبر حليفا للولايات المتحدة مثل نيجيريا وفنزويلا.

من المرجح أن تتدخل الولايات المتحدة في الشأن النيجيري عبر القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (Africo)، وقد يقتصر الأمر على إرسال تعزيزات وتوجيه ضربات خاطفة إلى بعض المجموعات الإسلامية المتطرفة. وألمح ترامب إلى إمكان وضع نيجيريا على قائمة الدول التي تستدعي قلقا خاصا.

يبقى السؤال: لماذا نيجيريا الآن دونًا عن محيطها، فيما بوركينا فاسو مثلا، محتلة بنسبة 40 في المئة من أراضيها، من الجماعات المتطرفة التي تعاني منها النيجر أيضًا؟

مشاركة المقال: