الجمعة, 31 أكتوبر 2025 12:12 AM

وزير الخارجية الألماني من دمشق: سوريا يمكن أن تكون جسراً بين أوروبا والخليج

وزير الخارجية الألماني من دمشق: سوريا يمكن أن تكون جسراً بين أوروبا والخليج

في زيارة لدمشق، التقى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، كما تفقد مدينة حرستا برفقة وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح. وخلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق يوم الخميس 30 تشرين الأول، دعا الوزير الحكومة إلى محاسبة المسؤولين عن أحداث الساحل والسويداء.

لقاء مع الشرع وجولة في حرستا

استقبل الرئيس الشرع وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول لدى وصوله إلى دمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية. وأكد الجانبان على أهمية الحوار الدبلوماسي والتواصل المباشر لدعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز فرص التعاون المتبادل بما يخدم مصالح الشعبين، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

بعد اللقاء، زار الوزير الألماني يوهان فاديفول برفقة وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، مدينة حرستا، حيث اطلع على حجم الدمار في الأحياء السكنية في ريف دمشق، وذلك ضمن جولة ميدانية لتقييم الأضرار والاحتياجات الإنسانية.

الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يلقيان وزير الخارجية الألماني في دمشق ـ 30 من تشرين الأول 2025.

دعوة للمحاسبة والزيارة

في مؤتمره الصحفي، دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول نظيره السوري أسعد الشيباني لزيارة ألمانيا. وأشار إلى أن سوريا لديها فرصة لتكون دولة مهمة في المنطقة ولعب دور كبير، معتبراً أن "سوريا الآمنة والمستقرة هي هدف لألمانيا وأوروبا".

ورجح فاديفول إمكانية أن تصبح سوريا "جسرًا بين أوروبا ودول الخليج العربي"، وأن تكون "مثالًا يحتذى به، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والمخدرات والحد من النفوذ الإيراني". وأكد خلال مشاوراته مع الحكومة السورية على "حق الشعب السوري في العيش بكرامة"، واصفاً انتخابات مجلس الشعب بـ "المثيرة للإعجاب"، داعياً لإجرائها في السويداء والحسكة. كما أكد على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها، معرباً عن ثقته بالتوجه السوري الجديد.

دور اللاجئين والدعم الاقتصادي

شجع وزير الخارجية الألماني الشركات الألمانية على الاستثمار في سوريا، معلناً استمرار بلاده في تقديم الدعم للمنظمات الإنسانية والطبية. وأضاف: "دعمنا رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ومن واجبنا المساهمة في إعادة الإعمار في سوريا"، مشيراً إلى تقديم بلاده 13 مليون يورو لدعم الجهود الإنسانية.

وأشار إلى تأثره بالدمار الذي شاهده في مدينة حرستا، قائلاً: "يذكرنا بالدمار في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية". وأضاف: "هناك نحو مليون سوري لجأوا إلى ألمانيا وكانوا جسراً بين البلدين، وأنا اليوم في دمشق لأعبر عن الدعم مرة أخرى لسوريا لتحقيق مستقبلها الآمن". كما أعلن فاديفول عن تأسيس مجلس الأعمال السوري-الألماني.

وتأتي الزيارة ضمن جولة فاديفول في الشرق الأوسط، حيث زار الأردن في 29 تشرين الأول والتقى نظيره الأردني أيمن الصفدي. وقال فاديفول في بيان نشره المركز الألماني للإعلام التابع للخارجية الألمانية قبل وصوله إلى دمشق: "انطلق الناس في سوريا نحو عهد جديد. ونريد الآن أن ندعمهم في أن يتولوا بأنفسهم صنع مستقبل بلدهم".

ووفق الوزير الألماني، فإن بلاده ستسهم في دعم سوريا من خلال:

  • إلغاء جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وهو ما "سعينا إليه مبكراً وبشكل حاسم على المستوى الأوروبي".
  • المساعدات الإنسانية.
  • دعم إزالة الألغام والذخائر.
  • التوسع السريع في أعمال السفارة الألمانية في سوريا.
  • الاستثمارات في الاقتصاد السوري التي ترغب الشركات الألمانية في تنفيذها.

علاقات برلين- دمشق

في 26 أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني بوزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 80 في نيويورك. ومنذ سقوط النظام، تقود ألمانيا حراكاً أوروبياً تجاه دمشق، حيث زارت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، دمشق مرتين وكانت من أوائل الدول الأوروبية التي أعادت افتتاح سفارتها في دمشق في 20 آذار.

والتقت بيربوك بالرئيس السوري أحمد الشرع مرتين، مرة برفقة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ومرة برفقة آرمين لاشيت نائب رئيس البرلمان الأوروبي. وعقب لقائها الشرع، تعهدت بيربوك في مؤتمر صحفي في دمشق بأن تقدم برلين 300 مليون يورو ضمن الجهود الألمانية لتحقيق استقرار اقتصادي في سوريا.

وتعمل وزارة الداخلية الألمانية أيضاً على إعداد لائحة تسمح للسوريين الحاصلين على وضع الحماية بزيارة بلدهم الأصلي دون المخاطرة بفقدان وضع الحماية الخاص بهم. ووفقاً للسجل المركزي للأجانب، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا 968,899 نسمة حتى نهاية آذار الماضي. وبين عامي 2015 و2023، حصل 163,170 سورياً على الجنسية الألمانية.

وزير الخارجية الألماني في دمشق: مصلحتنا استقرار سوريا
مشاركة المقال: