أشاد وزير الأوقاف السوري بمواقف دولة قطر تجاه الشعب السوري خلال سنوات الثورة، واصفاً إياها بـ "المشرفة التي لا تُنسى". وشدد الوزير على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين وتعزيزها في شتى المجالات.
وفي حوار مع وكالة الأنباء القطرية خلال زيارته الحالية للدوحة على رأس وفد سوري، صرح الوزير شكري بأن "دولة قطر تبذل جهوداً كبيرةً للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، وتحظى بمكانة كبيرة في وجدان السوريين". كما ثمّن مواقف الدول التي دعمت "سوريا الجديدة" وساهمت في رفع العقوبات عنها، معرباً عن أمله في أن تشهد البلاد تعافياً سريعاً يعيد لها دورها الريادي في محيطها العربي والإسلامي.
وأوضح وزير الأوقاف أن "نجاح الثورة أتاح للسوريين بناء دولة جديدة تحتضن جميع مكوناتها، وتؤمن بحرية الإنسان وكرامته"، مشيراً إلى وجود تحديات تشريعية لا تزال بحاجة إلى مراجعة، وخاصة تلك التي لا تراعي الدين كحق وقيمة. وأضاف أن "الحكومة الجديدة منحت حريةً دينيةً كاملةً للجميع".
وكشف الوزير شكري أن "النظام البائد دمّر أكثر من 1500 مسجد، وقامت بترميم أكثر من 600 منها منذ سقوط النظام، ويجري العمل حالياً على إعادة تأهيل ما تبقى منها ضمن خطة شاملة للنهوض بالقطاع الديني".
وأشار وزير الأوقاف إلى التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا اليوم نتيجة سنوات طويلة من المعاناة، مؤكداً أن الحكومة الجديدة ورثت مؤسسات منهكة، لكنها تعمل بإيمان راسخ على تحقيق التعافي التدريجي واستعادة مكانة سوريا التاريخية والحضارية.
واستعرض الوزير شكري تجارب السوريين العائدين إلى وطنهم بعد التحرير، لافتاً إلى التلاحم الوطني المتجدد وورش العمل المتعددة التي تشهدها البلاد في مختلف القطاعات، في إطار جهود إعادة الإعمار واستعادة الدور السوري في المنطقة.
واختتم وزير الأوقاف حديثه بالقول: "سوريا بلد الحضارات والتعددية، وقيمة الإنسان فيها تُقاس بما يقدمه لوطنه ودينه تحت مظلة القانون، وفق مبادئ الإسلام التي تقوم على العدالة والحرية والكرامة والعيش المشترك".
