الإثنين, 27 أكتوبر 2025 05:46 PM

سوريا تسعى لشراكات اقتصادية عالمية: مؤتمر الرياض فرصة ذهبية للتعافي

سوريا تسعى لشراكات اقتصادية عالمية: مؤتمر الرياض فرصة ذهبية للتعافي

أكد رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، علاء عمر العلي، في تصريح لجريدة “الوطن”، أن مشاركة سوريا في مؤتمر مبادرة الاستثمار في الرياض 2025 تمثل خطوة حاسمة نحو وضع الملف السوري على الخريطة الاستثمارية العالمية، بحضور قادة دول وشركات كبرى.

وأوضح العلي أن هذا الحدث الهام يتيح لسوريا فرصة لعرض "قصة التعافي" أمام صناديق سيادية ومديري الأصول، بالإضافة إلى الشركات العاملة في مجالات التقنية والطاقة والبنية التحتية.

وأضاف العلي أن هذه المشاركة تساهم في تعزيز الاهتمام المؤسسي بسوريا وتقديمها كوجهة اقتصادية عالمية، حتى قبل التدفق الفعلي لرؤوس الأموال، مما يعكس اعترافاً واقعياً بعودة سوريا كسوق اقتصادية واعدة.

وأشار رئيس اتحاد غرف التجارة إلى أن مشاركة سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 تبعث بإشارة قوية مفادها أن عملية إعادة الإعمار لم تعد مجرد خطة نظرية، بل أصبحت واقعاً ملموساً.

وأضاف: "تمثل هذه المشاركة تحولاً محورياً في الخطاب السوري من التركيز على الإغاثة إلى التركيز على الاستثمار والشراكة".

ومع ذلك، نوه العلي إلى أن هذه المشاركة، على الرغم من أهميتها، لا تعني البدء الفوري في الإعمار الشامل، بل هي خطوة أولية تهدف إلى تهيئة المناخ الاستثماري وجذب الاستثمارات الضرورية لتحقيق مشاريع الإعمار الكبرى.

وشدد العلي على أن الإعمار الحقيقي يتطلب توفير مصادر تمويل متنوعة، بالإضافة إلى تحديد الأولويات وإجراء دراسات جدوى مفصلة لضمان نجاح المشاريع المستقبلية.

واعتبر العلي أن حضور الرئيس الشرع وإلقاء كلمة في المؤتمر يساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة وتهيئة الأرضية لتفاهمات أولية مع المستثمرين الدوليين، مما يخلق فرصاً جديدة للشراكة.

كما أكد أن هذه المشاركة تهدف إلى تهيئة المناخ الاستثماري أكثر من كونها إعلاناً عن تنفيذ مشاريع إعمار كبرى في الوقت الراهن.

وأكد العلي أن المسار الحقيقي لسوريا اليوم يكمن في إعادة ربط سوريا بالعالم كمشارك فاعل وليس مجرد متلقي للمساعدات.

وأضاف أن سردية مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 تتبنى شعار "مفتاح الازدهار: فتح جبهات نمو جديدة"، مما يشير إلى التحول من منطق المنح والمساعدات إلى منطق الشراكات في النمو والمخاطرة المحسوبة.

وفي هذا السياق، أكد العلي أن ظهور سوريا ضمن جدول المتحدثين والقادة في المؤتمر يعكس تطوراً إيجابياً في النظرة العالمية تجاه سوريا، حيث يتم تقديمها كسوق شريك في مشاريع استثمارية، وهو ما يتماشى مع التوجه العام لسوريا الجديدة التي تسعى لفتح قنوات الشراكة مع العالم، بعيداً عن الاعتماد على الدعم الإنساني فقط.

وختم العلي بالتأكيد على أن مشاركة سوريا في هذا المؤتمر تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء شراكات حقيقية مع الاقتصاد العالمي، وأن التحول في الخطاب السوري نحو الاستثمار والشراكة يمثل فرصة ذهبية لاستعادة التوازن الاقتصادي وإعادة بناء البنية التحتية للبلاد بشكل مستدام.

هناء غانم

مشاركة المقال: