الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 08:58 PM

السليجة: صناعة البرغل التقليدية في أرياف الرقة.. بهجة وتراث

السليجة: صناعة البرغل التقليدية في أرياف الرقة.. بهجة وتراث

تعتبر صناعة البرغل المنزلي، أو ما يعرف محلياً بـ "السليجة"، من التقاليد العريقة التي لا تزال تحافظ عليها أرياف الرقة. إنها ليست مجرد طريقة لإعداد الطعام، بل رمز للتكاتف الاجتماعي والفرح الذي يملأ البيوت خلال موسم الإنتاج.

تعتمد نساء أرياف الرقة على اختيار نوع معين من القمح القاسي، يتميز بجودته العالية وخشونته، لتحضير البرغل. تبدأ العملية بطهي القمح في أوانٍ ضخمة تتسع لعدة أكياس من المحصول، وهي خطوة أساسية لضمان جودة المنتج النهائي.

بعد الطهي، يتم تجفيف القمح بعناية ثم يطحن أو يجرش حسب الرغبة. يوضح موسى عمر من قرية "الأنصار" أهمية هذه العادة والأجواء المصاحبة لها: "صناعة السليجة ليست مجرد عمل منزلي لتوفير المال، بل هي مناسبة اجتماعية مبهجة. ينتظرها الأطفال بفارغ الصبر، ويتسابقون للحصول على حصة من قدر السليجة الساخنة، وهي لحظة تجمعهم حول النار مع عائلاتهم."

ويضيف عمر: "هذه الطريقة توفر علينا الكثير، فهي أقل تكلفة من شراء البرغل الجاهز، بالإضافة إلى أننا نتحكم في جودة المكونات. البرغل الذي نصنعه يتميز بمذاق فريد وأفضل بكثير لأنه مصنوع من القمح المختار بعناية."

تتميز صناعة البرغل في المنازل بروح التعاون والعمل الجماعي بين النساء في الأرياف، حيث يتعاون في الطبخ والتجفيف والطحن، مما يخلق فرصًا للتواصل الاجتماعي. تنعكس هذه الروح على الأجواء المحيطة، التي تسودها الفرحة والبهجة، خاصةً بين الأطفال الذين يشاركون بحماس في هذه التقاليد.

أخيراً، السليجة ليست مجرد منتج غذائي، بل هي جزء لا يتجزأ من التراث الاجتماعي والثقافي لأهالي الرقة، تحكي قصص الأجيال وتعزز الروابط الأسرية والمجتمعية. من الضروري دعم هذه العادات وتوثيقها للحفاظ عليها من الاندثار أمام مظاهر الحداثة والتطور.

مشاركة المقال: