السبت, 25 أكتوبر 2025 02:35 AM

رأس العين: مهجّرون يحتجون للمطالبة بتفعيل اتفاق دمشق و"قسد" لعودة آمنة

رأس العين: مهجّرون يحتجون للمطالبة بتفعيل اتفاق دمشق و"قسد" لعودة آمنة

نظم عدد من المهجرين من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وقفة احتجاجية في مدينة رأس العين، شمالي الحسكة، مطالبين بضمان حقهم في العودة إلى مناطقهم الأصلية والإسراع في تنفيذ بنود اتفاق 10 آذار المتعلق بعودة السكان ووقف الانتهاكات بحق المدنيين.

ورفع المشاركون لافتات تؤكد تمسكهم بحق العودة إلى منازلهم وأراضيهم، ودعوا الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على إعادة الاستقرار إلى مناطقهم، وتهيئة الظروف الأمنية والخدمية اللازمة لعودتهم بشكل آمن وكريم.

كما ندد المحتجون بما وصفوه بالانتهاكات المستمرة التي تمارسها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في المناطق ذات الغالبية العربية، من اعتقالات تعسفية، وفرض تجنيد إجباري، ومنع الأهالي من العودة إلى قراهم، معتبرين أن هذه الممارسات تعمق معاناتهم وتطيل أمد تهجيرهم.

تطبيق اتفاق 10 آذار

طالب المحتجون بضرورة الإسراع في تطبيق اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية و"قسد" بما يضمن عودة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية، معبرين عن رفضهم لما وصفوه بمماطلة "قسد" في تنفيذ بنوده حتى الآن.

سلطان العبيدي، أحد المهجرين من دير الزور، قال لعنب بلدي، إن الأهالي يصرون على العودة إلى منازلهم الأصلية، لكن "قسد" تماطل في تنفيذ بنود اتفاق 10 آذار ولم تطبق أي بند منه حتى الآن. وأضاف أن شقيقه عاد قبل ثلاثة أشهر من رأس العين إلى دير الزور، لكن "قسد" اعتقلته بتهمة "الإرهاب"، وهو ما اعتبره يناقض أحكام الاتفاق بين الحكومة السورية و"قسد".

وطالب سلطان الحكومة السورية بالتدخل لإيجاد حل فوري لهذا الملف، محذرًا من أن استمرار الجمود سيدفع الأهالي في رأس العين وتل أبيض إلى فتح الجبهات منفردين لاستعادة أراضيهم إذا لم تُستعد حقوقهم.

من جانبه، قال عامر الكنو، أحد سكان رأس العين، إنه شارك في الوقفة للمطالبة بتوحيد الأراضي السورية تحت السلطة المركزية في دمشق. وبين عامر أن مدينة رأس العين عانت خلال ست سنوات من حصار وغياب المواد الأساسية، إضافة إلى وفاة بعض السكان نتيجة نقص العلاج والرعاية الطبية.

وطالب الحكومة السورية بإيجاد حلول عاجلة للمدينة وريفها الواسع، من خلال فتح الطرق المؤدية إلى الداخل السوري وإنهاء الحصار، مؤكدًا أن استمرار الوضع الحالي يزيد معاناة الأهالي ويعوق جهود إعادة الحياة الطبيعية للمدينة ومحيطها.

وتعيش مدينة رأس العين حالة أشبه بـ"الحصار والعزلة"، ما يعرقل جهود تأمين الدعم اللازم لعدة قطاعات، منها المواد الغذائية، والأجهزة الطبية، والأدوية الأساسية.

تحذير من "تصعيد شعبي"

قال منظم الوقفة في رأس العين، عبد الله السالم، لعنب بلدي، إن الوقفة جاءت للمطالبة بوقف مماطلة "قسد" في تنفيذ اتفاق 10 آذار، مؤكدًا أن استمرار الوضع الحالي يعكس تجاهلًا لحقوق الأهالي والمهجرين في المنطقة الشرقية.

وأوضح السالم أن السكان لم يعد أمامهم سوى التصعيد الشعبي عبر الاحتجاجات في الساحات والمظاهرات اليومية، كوسيلة ضغط لإجبار الجهات التي وقعت الاتفاق على الاستجابة لمطالبهم المشروعة. وأشار إلى أن هذه الوقفة هي الأولى من نوعها، وستتبعها سلسلة من الفعاليات الشعبية المنددة بسياسات "قسد"، بهدف تسليط الضوء على قضايا الأهالي ومطالبتهم بإنهاء معاناتهم واستعادة حقوقهم كاملة.

ويبلغ عدد مهجري المحافظات الشرقية 12,513 شخصًا، وفق إحصائية لعنب بلدي، بينما انخفض عدد مهجري رأس العين من 21 ألفًا إلى نحو 13 ألفًا بعد عودة قسم كبير منهم منذ سقوط النظام.

تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع "قسد"، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

وفي 10 من آذار الماضي، وقع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، اتفاقية من ثمانية بنود، نص أبرزها على دمج مؤسسات الأخيرة، العسكرية والمدنية ضمن الحكومة السورية. ونص البند الخامس من الاتفاقية على ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم، وتأمين حمايتهم من الدولة السورية.

مشاركة المقال: