في مبادرة تبعث الأمل وتؤكد إصرار أهالي محافظة حماة على تجاوز آثار الحرب، أُطلق مشروع طموح لإعادة تأهيل المدارس في ريف المحافظة. تحمل المبادرة اسم "حماة تنبض من جديد"، وتهدف إلى دعم التعليم وإحياء المجتمعات التي تضررت خلال السنوات الماضية.
المبادرة، التي تأتي بتوجيه من محافظ حماة، بدأت بترميم عاجل لـ 17 مدرسة في مناطق متفرقة من الريف، تشمل سهل الغاب ومصياف وسلحب ومحردة. يعتبر هذا المشروع خطوة حيوية نحو استعادة العملية التعليمية، التي تمثل أساس استقرار المجتمعات وعودة الحياة الطبيعية.
وفقًا لبيان صادر عن محافظة حماة، تتوزع المدارس المستهدفة على مناطق عدة، منها 3 مدارس في منطقة مصياف و 14 مدرسة في الريف الغربي، بما في ذلك قرى سهل الغاب والمناطق المحيطة بها. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة أوسع لتشمل المزيد من القرى التي تحتاج إلى دعم عاجل للبنية التحتية التعليمية.
يهدف المشروع إلى إعادة تأهيل شاملة للقطاع التعليمي في ريف حماة، من خلال ترميم المباني المدرسية وتزويدها بالمقاعد والوسائل التعليمية الحديثة، بالإضافة إلى تحسين البيئة التعليمية للطلاب وضمان عودة الكوادر التدريسية إلى مدارسهم.
يرى القائمون على المشروع أن إعادة تأهيل المدارس تتجاوز مجرد ترميم المباني، فهي رسالة أمل تعكس رغبة المجتمع في النهوض من جديد، وتعزيز ثقافة التعليم كوسيلة لإعادة بناء الإنسان. وأشار مصدر في مديرية التربية إلى أن "كل مدرسة تُفتح من جديد تعني إعادة الأمل لعشرات الأطفال والأسر، وتشكل نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل".
يتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين مديرية التربية والتعليم في حماة وعدد من الجهات المحلية والأهلية، مما يعكس التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي لتحقيق هدف مشترك هو بناء جيل متعلم قادر على بناء المستقبل. واختتم القائمون على المبادرة برسالة مؤثرة: "معًا نعيد البسمة إلى وجوه أطفالنا، ونبني غدًا أفضل لحماة وأهلها".
واجه قطاع التعليم في محافظة حماة تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية نتيجة لتضرر المدارس ونزوح السكان، مما أدى إلى تراجع أعداد المدارس الجاهزة للتدريس وصعوبة وصول الطلاب إلى التعليم في المناطق الريفية. ومع تحسن الأوضاع الأمنية وعودة الأهالي، بدأت جهود إعادة الإعمار والترميم تظهر نتائج ملموسة، حيث أعيد افتتاح عشرات المدارس بدعم من مبادرات أهلية ورسمية.
يرى خبراء في الشأن التربوي أن هذه الجهود تمثل تحولًا نوعيًا في مسار التعافي الاجتماعي، حيث يعتبر التعليم من أهم عوامل استقرار المجتمعات الريفية وركيزة أساسية لإعادة بناء الإنسان السوري وتمكين الجيل الجديد من المساهمة في التنمية وإعادة الإعمار.
فارس الرفاعي - زمان الوصل